أسرة تحرير «قلم غار»
شهدت كاتدرائيّة نوتردام في باريس اليوم قداسها الاحتفالي الأوّل الذي أنعش روح الإيمان والرجاء في قلب إحدى أعظم الكاتدرائيّات التاريخيّة. بعد خمس سنوات من أعمال الترميم عقب الحريق المأساوي في نيسان 2019، احتضن هذا الصرح العظيم المتميّز برموزه القوطيّة العريقة المُصلّين الآتين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في ولادته. تقدّم جموع المؤمنين رؤساء الدول الذين لبّوا دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأكدوا أنّ عودة الكاتدرائيّة إلى الحياة رمز للنهضة الروحيّة والوطنيّة.
ترأس رئيس أساقفة باريس المطران لوران أولريش القداس المتزامن مع عيد الحبل بلا دنس، بمشاركة لفيف من البطاركة والكرادلة والأساقفة الآتين من مختلف البلدان. من الشرق الأوسط، شارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بدعوة خاصة من ماكرون.
في عظته، أكد أولريش أنّ إعادة افتتاح الكاتدرائيّة تمثّل علامة من علامات الصمود والإيمان، مشدّدًا على أهمّيتها في تعزيز العلاقة بين الكنيسة والشعب. كما تلا رسالة وجّهها البابا فرنسيس إليه، تعبيرًا عن دعمه لهذا الحدث المهم.
وأعرب الأب الأقدس في رسالته عن فرح الكنيسة بإعادة افتتاح نوتردام، مشيرًا إلى دورها كمنارة للإيمان ومركز للوحدة والسلام. وأمل أن يكون هذا الميلاد الجديد للكاتدرائيّة الجميلة علامة نبويّة لتجدُّد الكنيسة في فرنسا. ودعا جميع المعمَّدين الذين سيدخلون بفرح هذه الكاتدرائيّة إلى الشعور بالاعتزاز واستعادة إرث الإيمان.
كذلك، تخلّل القداس تكريس المذبح الجديد، وأُقيم تطواف شعبي بتمثال مريم العذراء والطفل يسوع، وهو منحوتة تاريخيّة نجت من الحريق وتعود إلى القرن الرابع عشر.
تجدر الإشارة إلى أنّ أبواب كاتدرائيّة نوتردام قد فُتحت مساء أمس بعدما طرقها أولريش بعصاه الراعويّة ثلاث مرات، معلنًا بذلك عودة الحياة إلى هذا الصرح التاريخي.
كما شهدت الاحتفالات التي انطلقت البارحة حفلًا موسيقيًّا ضخمًا شارك فيه فنّانون عالميّون، وتميّز بحضور لبناني لافت عبر تألُّق النجمة هبة طوجي. وافتُتحت الكاتدرائيّة أمام الزوار الذين استمتعوا بجولة تعريفيّة متعلّقة بمراحل إعادة البناء والترميم.
كاتدرائيّة نوتردام في باريس، الشاهدة على حقبات مهمّة من التاريخ، استعادت ألقها كي تثبت أنّ الإيمان والمثابرة والعزم تمنح الإنسان القدرة على تجاوز المحن وتحويل الألم إلى أمل.