سمر حنا سعاده
كان زرّ الورد مرميًّا في سيّارتي وذابلًا، بعدما أهداه أحد الأصدقاء إلى ابني الذي نسيه فيها يوم استعارها منّي.
لم أكترث لوجوده إلا حين قرّرت تنظيف السيّارة ورمي كل ما فيها. ولو لم يكن هذا الزرّ مذيّلًا بشريط وبطاقة معايدة لرميته في التراب، كما أفعل عادةً بكل الحشائش.
لذا، قرّرت نزع ما عليه ورميه في سلّة القمامة الموجودة على شرفة المطبخ حيث وضعت الزهور التي يسعدني الاهتمام بها.
لا أدري لماذا قرّرت وضع هذه الوردة اليابسة في التراب، ولم أرمها.
لا أعلم كم مرّ من الوقت، ربّما ثلاثة أسابيع… كنت أرويها كلّما رويت النباتات المحيطة بها، ولم أفكر لحظة بسبب ريّها… ربما لأنني رميت بذور الحبق حيث وضعتها…

مرّت أيّام عدّة لم أقم فيها بريّ الأزهار. لما فعلت ذلك، لمحت أوراقًا خضراء لم أعرف مصدرها واعتقدت أنها تعود إلى نبتة الحبق. نظرت جيّدًا، فأيقنت أن زرّ الورد اليابس قد نبت، وخرجت من العدم حياة جديدة. ربما قد تحدث أمور مماثلة في حياتنا لكن نادرًا.
تمنّيت بعدما شهدت انبعاث الحياة في زرّ الورد اليابس أن تنتعش آمال الناس الغارقين في اليأس والاستسلام، وأن ينصرف هذا الزمن الرديء، زمن القحط والمنكر، زمن استشراء الظلم وسيادة الباطل والكفر والرقّ المستتر والمعلن، وعودة الازدهار إلى هذا الوطن، أغلى بقاع الأرض بإذن الله.