باسمة بو سرحال
كنتُ أرعى الأغنام، فصرتُ راعيًا صالحًا في كنيسة المسيح. حُرقتُ وطُعنتُ، وكان مصيري الاستشهاد دفاعًا عن إيماني. أنا مار ماما، وهذه قصّتي مع يسوع.
———————————————————-
من عائلة مؤمنة وشجاعة تشبّثَت بمسيحيّتها حتى الاستشهاد، تحدّر ماما الذي أبصر النور في قيصريّة الكبادوك في أواسط القرن الثالث داخل السجن، بعد إلقاء القبض على أبيه وأمّه الحامل لإرغامهما على عبادة الأوثان. لكنهما رفضا نكران إيمانهما، فمات والده من شدّة التعذيب، وفارقت والدته الحياة بعد إنجابه.
ويُروى أنّ أرملة مسيحيّة صالحة تُدعى «أميا» طلبت من الحاكم الوثني ألكسندروس أن تدفن جثّتَي أهل الصبي وتأخذه لتربيته، فوافق على طلبها.
وها هو الصغير قد كبر، وكان يناديها «ماما»، وتناديه بدورها «ماما»، فعُرِفَ بهذا الاسم.
على مثال والديه الراحلين ومربّيته التقيّة، بات ماما إنسانًا محبًّا ومتواضعًا ووديعًا؛ ساعد المحتاجين والفقراء، رافعًا الصلوات دومًا على نيّة خلاص النفوس، وشاكرًا الربّ على نعمه اللامتناهية.
في الخامسة عشرة من عمره، بدأ ماما يبشّر بيسوع المسيح على الرغم من اضطهاد الإمبراطور أورليانوس للمسيحيين في ذاك الزمان حيث تمّ القبض عليه لإرغامه على تقديم الذبائح للأصنام، فرفض إنكار إيمانه بشكل قاطع. عندئذٍ، ساقوه إلى الإمبراطور الذي أمر الجلّادين بتعذيبه، وبقي يردّد: «لستُ مستعدًا لإنكار سيّدي وإلهي يسوع المسيح».
ويروي المؤرّخون أيضًا أنّ أطراف ماما حُرقت بالمشاعل وأنّه طُعِنَ بالحراب قبل رميه في البحر، فنال إكليل الشهادة عام 275.
تحتفل الكنيسة الجامعة بتذكار مار ماما في 2 أيلول من كل عام، سائلةً شفاعته من أجل الثبات في الإيمان حتى الرمق الأخير.
على اسمه، شُيّدت أقدم الكنائس المارونيّة في بلدة إهدن اللبنانيّة عام 749 على أنقاض هيكل وثني.
———————————————————-
أيها القديس ماما، بارك أهلنا وعائلاتنا، وساعدنا كي نعيش حياتنا بتواضع وإيمان، فنكون رسل محبّة ونمجّد اسم يسوع المسيح إلى الأبد.