باسمة بو سرحال
بقوّة إيماني، تحطّمت أصنام الوثنيين وتبعثرت أرضًا. ناقشتُ أبرز العلماء حول الحياة الأبديّة، فأدركوا عمق معرفتي بتعاليم كنيستي وثباتي فيها. أنا القديسة كاترين المصريّة، وهذه قصّتي مع يسوع.
———————————————————-
في نهاية القرن الثالث، شهدت أرض الإسكندريّة ولادة طفلة دُوِّنَ اسمها لاحقًا في سجلات الكنيسة كواحدة من عظيماتها اللواتي تركن بصمة في التاريخ.
إنّها القديسة كاترين التي وُلِدَت من أبوَيْن مسيحيَّيْن مثابرَيْن على الصلاة، وملتزمَيْن بتعاليم الإنجيل.
نشأت على حبّ يسوع، ودرست اللاهوت والفلسفة على يد كبار العلماء. ولُقِّبَت بـ«الكلّية الحكمة» لأنّها جادلت الحكماء والفلاسفة وأقنعتهم بأفكارها حتى إنّ البعض منهم اعتنق المسيحيّة بعد عبادته الأوثان.
عام 307 م، أمر القيصر مكسيميانوس الثاني بتجديد الشعائر الوثنيّة، رفضًا للديانة المسيحيّة التي انتشرت بقوّة آنذاك وهزّت عروش المتعبّدين للأصنام، فأقام حفلًا كبيرًا سائلًا المسيحيين أن يقدّموا ذبائحهم، ومهدّدًا بقتلهم. فما كان من الشابة كاترين إلا أن اخترقت الجماهير متوجّهةً نحو الإمبراطور، رافضةً الخضوع لاضطهاده.
حاول الحاكم استمالة قلبها، طالبًا الزواج منها، فرفضت. بعد وقت قصير، استدعاها إلى قصره حيث تمسّكت بموقفها المدافع عن الإله الحيّ، فأمر بقطع رأسها بعدما طلب نفيها ومصادرة أموالها، وكان ذلك في بداية القرن الرابع.
يُروى أنّ راهبًا رأى في حلمه، بعد استشهاد كاترين بثلاثة أو خمسة قرون، ملائكة يطيرون بجثمانها الطاهر ويضعونه على قمّة جبل في سيناء. قصد المكان ووجد الجثمان مشعًّا بالنور، فحمله إلى كنيسة موسى النبي. ثمّ نُقِلَ إلى كنيسة التجلّي في الدير الذي بناه الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس. وعُرِفَ باسم دير سانت كاترين الذي يُقال إنّه أقدم دير في العالم، ويحتوي على ثاني أكبر مكتبة بعد الفاتيكان.
يحتفل المسيحيّون بتذكار القديسة كاترين المصريّة في 25 تشرين الثاني من كل عام، هي التي أعادت الكثيرين إلى قلب الكنيسة.
———————————————————-
أيتها القديسة كاترين، أنتِ التي تعذّبتِ دفاعًا عن إيمانك، ساعدينا كي نسير على دربك، لنستحق الحياة الأبديّة ونمجّد اسم يسوع من الآن وإلى الأبد.