ب. ب.
جاهرتُ بإيماني بيسوع المسيح، فجلدوني ومزّقوا لحمي وقيّدوني بالسلاسل لتعذيبي، لكنني انتصرتُ عليهم. أنا الشهيدة تاودوسيا، من لبنان، أرض القديسين، وهذه حكايتي.
———————————————————-
في مدينة صور الساحليّة جنوبي لبنان، وُلِدَت تاودوسيا في القرن الثالث، وترعرعت في كنف عائلة مؤمنة، كانت مثالًا يُحتذى به في الأخلاق الحميدة والالتزام الصادق بتعاليم الكنيسة.
لم تفارق البسمة ثغر تاودوسيا يومًا. وكانت الصلاة رفيقتها الدائمة، هي التي أحبّت يسوع ومجّدت اسمه، غير عابئة بظلم حكّام ذلك الزمان.
في الثامنة عشرة من عمرها، في 2 نيسان 307 م، قصدت تاودوسيا قيصريّة فلسطين لحضور الاحتفال بعيد الفصح حيث كان الوالي أوربانوس قد قبض على عدد كبير من المسيحيين، فاقتربت منهم بكل شجاعة، ملقيةً التحيّة عليهم، دعمًا لهم ولشهادتهم ليسوع.
لمّا علم الوالي الظالم بأمرها، قرّر تعذيبها، فمُزِّقَ لحمها حتى تفجّرت دماؤها. بقيت صابرة ولم ترضخ لاضطهاده بعدما أمر بتقييدها بالسلاسل ووضعها في السجن. وكان ذلك في عهد الحاكمَيْن ديوكلتيانوس ومكسيميانوس.
وقال المؤرّخون: بينما كانت تاودوسيا تصلّي داخل السجن، رافعةً عينيها صوب السماء، أرسل الله ملاكه، فحلّها من قيودها. عندئذٍ، أمر أوربانوس بأن يُعَلَّقَ في عنقها حجر ضخم ويُغرق جسدها في البحر، فنالت الشهادة في مطلع القرن الرابع.
تحتفل الكنيسة الجامعة بتذكار القديسة الشهيدة تاودوسيا في 29 أيّار من كل عام.
———————————————————-
أيتها القديسة تاودوسيا، ابنة لبنان، خلّصي وطننا من فاسديه، ونقّي نفوس أبنائه المتعبين، وأبعدي عنّا الظلم، وتشفّعي بنا ليقوى إيماننا، فنكون مسيحيين حقيقيين.