باسمة بو سرحال
غلَبْتُهُم بإيماني الراسخ بيسوع المسيح، وقلبتُ معتقداتهم الوثنيّة رأسًا على عقب. أنا زنبقة الطهارة، وأولى الشهيدات. أنا القديسة تقلا، وهذه حكايتي مع يسوع.
———————————————————-
في مدينة أيقونية، وُلِدَت تقلا في القرن الأوّل لأبوَيْن وثنيَّيْن غنيَّيْن.
كانت رائعة الجمال، قلبًا وقالبًا، وأظهرت اهتمامًا كبيرًا بالعلم، فنهلت منه ما جعلها تتمتّع بثقافة واسعة.
خُطِبَت لشاب لا يقلّ عنها شرفًا وجاهًا.
في مسقط رأسها، تعرّفت إلى الرسول بولس الذي قصد أيقونية برفقة برنابا قرابة العام 45، فأُعجبت بتعاليمه.
منذ ذاك الزمان، بدأت رحلتها مع يسوع، ما أثار غضب خطيبها وعائلتها التي حاولت الضغط عليها من دون جدوى. عندئذٍ، اشتكت أمُّها لدى الحاكم الذي لم ينجح أيضًا في تغيير موقفها وأَمَرَ برميها في النار لكن العناية الإلهيّة أنقذتها. وما هي إلا فترة قصيرة حتى غادرت تقلا منزل ذويها إلى أنطاكية لتنطلق مسيرتها التبشيريّة بالمسيح.
ولمّا اطّلع الحاكم على ما تقوم به، أمر برميها للوحوش التي لم تؤذها أبدًا، ثمّ أُسقطت في هوّة عميقة مملوءة بالأفاعي السامّة، فنجت أيضًا.
انتقلت تقلا إلى منطقة معلولا السوريّة حيث تنسّكت في مغارة، وكانت تشفي كثيرين طلبوا مساعدتها، ما أثار غيظ الأطبّاء الذين أرسلوا جماعاتهم لثنيها عن ذلك، وحاصروها. عندها، تضرّعت إلى الربّ كي ينجّيها من أعمالهم الشريرة، فانشقّت صخرة واختبأت داخلها وتحوّلت في ما بعد مدفنًا لها.
انتقلت تقلا إلى الحياة الأبديّة في التسعين من عمرها. وتحتفل الكنيسة الجامعة بعيدها في تواريخ مختلفة، بينها 24 أيلول من كل عام. وعلى اسمها شُيِّدَت أديرة وكنائس عدّة في العالم أجمع.
كما قال عنها القديس يوحنا الذهبي الفم: «أرى هذه العذراء المباركة تذهب إلى المسيح ممسكة بعذريّتها في يد وباستشهادها في الأخرى».
———————————————————-
في تذكارك، نطلب شفاعتك أيتها القديسة تقلا كي تُنعشي إيماننا وتُبعدي الأشرار عنّا، فننتصر في معارك حياتنا بنعمة الربّ.