باسمة بو سرحال
نذرتُ حياتي كلّها للربّ وكرّستها للصلاة والتضحية، فأكرمني بأروع الألقاب وأكثرها قداسة. أنا حنّة، أمّ مريم العذراء وجدّة يسوع، وهذه قصّتي مع خالقي وإلهي.
———————————————————-
وُلِدَت حنّة في بيت لحم، وهي من سبط لاوي. تزوّجت من يواكيم من سبط يهوذا. اسمها بالعبريّة يعني النعمة والعمل الحسن.
أنعم الله عليها بطفلة فائقة الجمال، دُعِيَت مريم على اسم والدتها.
كانت حنّة متقدّمة في السنّ، وتصلّي ليل نهار مع زوجها كي يرزقهما الله ولدًا.
ذاتَ يوم، ظهر لها ملاكٌ بينما كانت تتضرّع إلى الله قرب منزلها في الجليل، وزفّ لها خبرًا بأنّها ستُرزق بطفل، فنذرت حنّة أنّها ستُكَرِّس ثمرة أحشائها لخدمة الربّ.
ما إن بلغت مريم الثالثة من عمرها حتى قدّمها والداها إلى هيكل الربّ. وأمضت حنّة حياتها في الصوم والصلاة والتسليم المطلق لله وأعمال الخير، وعاشت ببساطة مع زوجها على الرغم من غناه وامتلاكه عددًا كبيرًا من الأغنام والماشية، فهو كان رجلًا صالحًا وتقيًّا كما زوجته، يساعد الفقراء والأيتام والأرامل.
على اسم القديسة حنّة، شُيِّدَت مزارات وكنائس كثيرة حول العالم، أبرزها كنيسة القديسة حنّة في القدس، وقد بناها الصليبيّون عام 1138. كما بُنِيَت كنائس لها أيضًا في كندا وفرنسا وإيطاليا وأميركا والعراق ولبنان حيث احتضنت عنّايا كنيسة أثريّة تابعة لدير مار مارون، وهي الوحيدة على اسم القديسين حنّة ويواكيم، إضافة إلى كنيسة أخرى في زكريت تحمل اسم القديسة حنّة.
تحتفل الكنيسة الجامعة بعيد القديسة حنّة في تواريخ مختلفة، منها 25 تمّوز من كل عام، بعدما دوّنت اسمها في سجلّ الخالدين.
———————————————————-
أيتها القديسة حنّة الصالحة، أبعدي عنّا الأشرار، وتشفعي لنا لدى ابنتك مريم وحفيدك يسوع كي نسير على خطاكِ ونحذو حذوكِ في التضحية وأعمال الخير والإحسان.