ب. ب.
«يا ربّ إذا أردتَ أن تختار بيني وبين الطفل، فلا تتردّد. أنا كلّي لكَ وأتوسّل إليكَ أن تنقذ حياته».
أمٌ أنا، وطبيبةٌ على الأرض قبل أن أصبح قديسة في السماء. أنا جيانا بيريتا مولا، وهذه حكايتي مع يسوع.
———————————————————-
من رحم عائلة كاثوليكيّة ملتزمة بتعاليم الكنيسة، وُلِدَت جيانا بيريتا في بلدة ماجينتا الإيطاليّة في 4 تشرين الأوّل 1922.
كانت جيانا العاشرة بين إخوتها الثلاثة عشر قد تخصّصت في طبّ الأطفال، هي التي عشقتهم حتى الرمق الأخير، ونالت إجازة في الطبّ والجراحة من جامعة بافيا في مقاطعة لومبارديا الإيطاليّة في العام 1941.
«أريد أن أجعلك سعيدًا، وأنا أحبّك وأنوي أن أهب ذاتي لأبني عائلة مسيحيّة حقيقيّة»، هذا ما قالته لخطيبها المهندس بيار مولا في رسالة بعثتها له في 21 شباط 1955.
زواجها من مولا في 24 أيلول 1955 لم يبعدها يومًا عن خدمة الكنيسة التي تقصدها باستمرار منذ طفولتها، فأسّست عائلة مسيحيّة شعارها الأوّل الحبّ اللامتناهي.
كان للقديسة الحنون تأثير كبير أينما حلّت، وتمحورت حياتها حول القيام بالأعمال الخيريّة ومساعدة الفقراء. كما كانت أمًّا صالحة تحبّ الجميع وتعيش حياة فاضلة وتهوى رياضة التزلّج.
في العام 1961، فتك المرض الخبيث برحمها، وبدأ جسدها يتعب، وهي حامل في شهرها الرابع، فاتّخذ الأطبّاء قرارًا بوجوب استئصاله لكنها توسّلت طبيبها كي لا يجهض فلذة كبدها. وقبل إنجابها بيومَيْن، تضرّعت إلى الله قائلة: «يا ربّ، إذا أردتَ أن تختار بيني وبين الطفل، فلا تتردّد. أنا كلّي لكَ وأتوسّل إليكَ أن تنقذ حياته».
في 21 نيسان 1962، أبصرت ابنتها جيانا إيمانويلا النور. بعد مرور 7 أيّام، في صبيحة 28 نيسان، انتقلت جيانا إلى أحضان الخالق، مردّدة: «يسوع أنا أحبّك!».
في 23 آب 1973، أعلن البابا بولس السادس جيانا مكرّمة.
في 24 نيسان 1994، أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني طوباويّة، قبل أن تصبح قديسة جديدة على مذابح الكنيسة في 17 أيّار 2004، بحضور زوجها وأولادها.
ارتكزت أعجوبة تطويب القديسة جيانا على شهادة أمّ برازيليّة عانت ظروفًا صعبة في حملها وطلبت شفاعتها، فأنقذت جنينها، وكان ذلك في العام 1977.
وفي شهادة أخرى استندت الكنيسة إليها لإعلان قداستها، أكدت أمّ برازيليّة من مدينة فرنكا أنها أنجبت طفلة في 31 أيّار 2000 أمام دهشة الأطبّاء بعدما طلبت شفاعة القديسة جيانا إثر تمزّق الأغشية في الشهر الرابع من الحمل، ما جعل الجنين ينمو من دون السائل السلوي (ماء الرأس).
تجدر الإشارة إلى أن القديسة جيانا كانت تنوي قبل زواجها زيارة البرازيل كمرسلة علمانيّة لخدمة الفقراء الذين كانوا تحت رعاية أخيها ألبيرتو، الطبيب والكاهن الكبوشي المرسل.
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة جيانا بيريتا مولا في 28 نيسان من كل عام، ولُقِّبَت بـ«شفيعة الأمّهات».
———————————————————-
يا ربّ، أنعم علينا بقديسات وقديسين يفيضون على أرضنا من خيرات السماء، على مثال القديسة جيانا بيريتا مولا.