الإكسرخوس الرسولي فادي بو شبل
هو عيدكما الأوّل أيّها الطوباويّان الجديدان، ليونار وتوما، بعد إعلان تطويبكما، نحتفل به بفرح الروح القدس وسلامه، شاكرين العناية الإلهيّة التي قادت دعوتكما إلى شرف المذابح…
اليوم أنتما تنعمان برؤية الحمل الإلهيّ، وبمجد الآب وفرح الروح القدس، برفقة العذراء البريئة من الدنس، والقديسين والشهداء والمعترفين، فيما نحن نرفع رؤوسنا وقلوبنا نحو الأعالي، لعلّنا نتذوّق بعضًا من نعم السماء.
يقودني الروح اليوم إلى بلدة بعبدات اللبنانيّة التي تزهو وتنعم بمجد ولدَيْها الطوباويَّيْن توما صالح وليونار عويس ملكي الكبّوشيَّيْن، وقد قدّمتهما للكنيسة التي تحجّ في لبنان قدوة لشبابها، ورجاء لشعبها، وفخرًا لرهبنة الإخوة الأصاغر الكبّوشيّين.
ثمّ، يسير بي الروح إلى بلاد تركيا وما بين النهرين، حيث درسا واستعدّا للرسالة، وخدما الإنجيل بفرح وبساطة القديس فرنسيس وفقره، حتى غدا كلٌّ منهما قمرًا مضيئًا في سماء تلك الناحية.
صحيح أن الاحتفال بالتطويب كان في لبنان، وصحيح أن الفرح الروحيّ قد عمّنا نحن الذين شاركنا به، إلّا أنني متأكد بأن نعم السماء لامست تلك الناحية من الأرض التي أحبّها كلٌّ منهما، وخصوصًا دير سان استفانو، وماردين وديار بكر، مرورًا بكل القرى والمدن حيث خدما كمرسلين باباويّين.
صحيح أن الجزء الأكبر من المعالم المسيحيّة قد اختفت من تلك الناحية، ولكن الاختبار المُعاش على تلك الأرض، والصلاة المرفوعة هناك، إضافة إلى دمهما الذكي ودم قوافل الشهداء لن يستطيع أيّ نظام ولا أيّ إنسان أن يمحوها من التاريخ لا بل سيبقى صرخة صارخة لكلمات الربّ نفسه في صمم الذين يعبثون بالإنسان: “أين أخوك يا قايين؟”
هذا الروح عينه يحملني اليوم ويرفعني إلى حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا فكر خطر على قلب بشر، ليريني كيف أن الذين ماتوا معه (المسيح)، هم اليوم ممجّدون، والذين آمنوا به، هم اليوم منتصرون على الموت، وكيف أن من بقي أمينًا على القليل قد أصبح أمينًا على الكثير، وهو ينعم بفرح الآب.
فها هما الطوباويّان الجديدان ليونار وتوما بالقرب من أخيهما الطوباويّ أبونا يعقوب الكبوشيّ، والقدّيسين والقدّيسات والطوباويّين والطوباويّات الذين عاشوا روحانيّة القدّيس فرنسيس الأسيزي، ببساطة وتواضع وأخوّة شاملة ينعمون بسلام وفرح الروح القدس.
هنيئًا لكما عيدكما الأوّل، وهنيئًا لنا أن نحتفل بكما. صلّيا لأجلنا!