أسرة تحرير «قلم غار»
في الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت، أكد راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر في خلال احتفاله بالذبيحة الإلهيّة لراحة أنفس الشهداء والضحايا وشفاء الجرحى، في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في بيروت، بمشاركة لفيف من البطاركة والأساقفة والكهنة، أنّ «4 آب ليس مجرّد ذكرى بالنسبة إلينا لأنّنا لم ننسَ ولن ننسى. إنّه تذكير لنا جميعًا بأنّ كل إنسان إذا ما أسلم ذاته للشر وسعى بطريقة عمياء خلف السلطة والمال غير آبه بمن حوله يتحوّل حتمًا إلى كاسرٍ يفترس البشر والحجر ويسبّب المآسي العظيمة».
وشدّد على أنّ تاريخ انفجار بيروت هو «تذكير لكل مسؤول، مهما صغرت مسؤوليّته بأنّه إن أهملها، فهناك حتمًا ضرر على أهله ووطنه، وإن أفلت من عدالة القضاء على هذه الأرض بسبب نفوذه وألاعيبه، فإنّه سيواجه ربّه الذي سيحاسبه على إهماله واستهتاره بحياة إخوته وأخواته، ولن ينفعه حينها نفوذه أو حِيَله».
واستنتج: «حريّ به أن يقوم بواجباته دومًا، وإن أخطأ فليعترف بخطيئته ويطلب الغفران من الله ومن أخيه حتى يسلم من البكاء وصرير الأسنان الأبديين».
كما اعتبر عبد الساتر أنّ 4 آب هو «دعوة يوجّهها أهالي الشهداء والضحايا مع الجرحى والمتضرّرين إلى إخوتهم وأخواتهم في الوطن ليستمرّوا في الضغط وإيّاهم على السلطة السياسيّة والقضائيّة حتى تُكشف الحقيقة كاملة حول ما جرى في مرفأ بيروت وتُعلَن أسماء المسؤولين من أجل المحاسبة والتعويض».
ورأى ضرورة المحافظة على تضامن اللبنانيين مع أهالي الشهداء والجرحى، واصفًا إيّاه ببارقة أمل لاستمرار لبنان وسط المأساة.
وتابع: «يسألون كيف تنتهي أوطان عمرها من عمر الزمن، فأجيب: تنتهي هكذا أوطان حين يفسد الحكام ويصمت الشعب وينسى. وحين يموت الأبرياء ويصمت الشعب وينسى. وحين تنتهك الحقوق وتسرق الأرزاق ويصمت الشعب وينسى. وحين يُسجن الضمير في حبس الأنانيّة والتعصّب ويصمت الشعب وينسى. وحين يقع انفجار كانفجار مرفأ بيروت ويصمت الشعب وينسى».
وختم راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة عظته، مشدّدًا على وجوب المطالبة بالحقّ لأصحابه والجهاد من أجل حماية الحياة وكرامة الإنسان ومواجهة الفاسدين ومحاسبة المهملين والمسبّبين مهما طال الزمن حتى يبقى لبنان وطن الحرّية والإنسان.