غيتا مارون
أفئدة اللبنانيين شاخصة وعيونهم مترقّبة… 5 أيّام تفصلنا عن تطويب البطريرك إسطفان الدويهي، منارة العلم والقداسة.
الفنون كلّها استوحت من عظمته لتكرّمه كما يستحق، فَلَهُ أُعطيَ مجد لبنان.
وها هو المصمّم اللبناني العالمي المبدع ماجد بو طانوس يطبع بصمته الفريدة في الحدث التاريخي المنتظر، عبر غفارات مميّزة احتضنت رسم بطريرك ماروني كتب تاريخ لبنان بأحرف من نور وعانقت رموزًا تحمل في طيّاتها صمود الكنيسة في مسيرتها المباركة.
غفارات تحكي قصّة الدويهي
في حديث خاص إلى «قلم غار»، أخبر بو طانوس عن رموز الرسوم التي ستزيّن غفارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لدى ترؤسه احتفال تطويب البطريرك إسطفان الدويهي، شارحًا: «ركّزت على أنّ الدويهي هو ابن الأرض اللبنانيّة التي ارتبط بها في الوادي المقدّس-قنّوبين، فكان قريبًا جدًّا من الطبيعة ومناصرًا للمزارعين والفلاحين. لهذا السبب، اخترت الألوان الترابيّة لأُبرِز الارتباط بينه وبين الأرض».
ورأى وجوب أن تتميّز الغفارة بعنصرين أساسيين هما الجمال ومزايا صاحب الاحتفال، موضحًا: «في ما يتعلّق بالجمال، تحتفي الكنيسة المارونيّة بتطويب مكرّم جديد على مذابحها، ما يعني أنّنا نشارك في عرس. وبالتالي، يجب علينا ارتداء أجمل ما لدينا. أمّا بالنسبة إلى مزايا الطوباوي الجديد، فقد كان متواضعًا وبسيطًا. لذا، لم أستخدم خيوط الذهب كثيرًا، بل ركّزت على خيوط الحرير. كما أنّ الحرير يرمز إلى الزراعة اللبنانيّة والإنتاج المحلّي، وكنّا مشهورين بإنتاجه وقد صدّرنا قسمًا منه إلى أوروبا».
واستطرد: «لذلك، اخترت اللون الترابي البسيط والورود الطبيعيّة ذات اللون الزهري الزاهي التي تعكس الهدوء، وابتعدت عن الألوان الصارخة».
وتابع: «تزيّن صورة الدويهي الجهة الخلفيّة من الغفارة. وقد غمرتها الورود، مضفيةً عليها طابعًا زخرفيًّا هندسيًّا قديمًا».
وأشار إلى أن هذا العمل أُنجز في خلال شهر مع فريق مؤلف من 4 مطرّزين.
رموز الكنيسة المارونيّة تعانق الغفارات
إلى ذلك، أطلعنا بو طانوس، المصمّم المبدع الذي يحتضن رصيده آلاف الغفارات و35 سنة في المهنة، منها 15 سنة مثمرة في تصميم الأزياء الليتورجيّة، على مشاركته في معرض «أنامل تمجيد» الذي تنظّمه جمعيّة «مشروع أجيال» في إهدن من 1 لغاية 4 آب المقبل.
وتناول بو طانوس رموز الغفارتين المشاركتين في هذا المعرض، موضحًا: «ثمار البلّوط، رموز الكنيسة المارونيّة، تجسّد مرونة كنيستنا وقوّتها إذ إنّها تصمد أمام العواصف وتبقى ملاذًا لا يتزعزع ومصدرًا لإيمان نبيل وطاهر».
وأضاف: «الجذور العميقة للبلّوط، المزروعة في تربة أسلافنا، تغذّي إيمانًا حيًّا يتحدّى الزمن والتجارب. أغصان الأرز المهيبة وثمار البلّوط تجتمع في تكريمٍ صامت، جامعةً الماضي والحاضر في حقيقة مقدّسة. هذا الاتحاد الرمزي يختم استمراريّة الكنيسة وقوّتها، كمنارة تضيء أحلك الليالي».
واعتبر بو طانوس أنّ ذكرى البطريرك الدويهي، المنقوشة في القماش واللوحات، تصبح وسيلة لنقل أسطورة نابضة بالحياة تتجاوز العصور وتقود الأرواح نحو الخلود.
وختم بو طانوس حديثه عبر «قلم غار» بالقول: «إنّ إرث الدويهي يتجلّى في كل خيط ذهبي وتفصيل مطرّز، ما يضفي على الحاضر بريق إيمان دائم»، مستنتجًا: «يقف الأرز والبلّوط جنبًا إلى جنب، شاهدَيْن صامتَيْن على عظمة روحيّة تتجاوز الأجيال، مؤكدَيْن أنّ روح البطريرك الدويهي حاضرة دومًا في كل الرموز والصلوات وأعمال الخلاص».