غيتا مارون
أمّ وجدّة ملتزمة في الكنيسة إلى أقصى حدّ، مارونيّة أرثوذكسيّة تعشق يسوع وتحمل في فؤادها إيمانًا صلبًا ومحبّة لامحدودة تنثرها أزهار ياسمين أينما حلّت.
دفعها حبّها الشديد للربّ إلى المشاركة في القداديس وغالبيّة المناسبات الليتورجيّة. ترفع هاتفها الجوّال لتصوّر وتوثّق بالفيديو الاحتفالات في الكنائس مباشرةً عبر صفحتها. ترنّم مع المرنّمين، وتتلو الصلوات مع المصلّين، وتسجد مع الساجدين، من دون أن تهمل تصوير اللحظات المشتعلة بالحبّ والخشوع ليراها المرضى وربّات المنزل وسواهم من المؤمنين. فإذا بها تغدو «وكالة أنباء مسيحيّة متنقّلة»، ويكفي صدقها وشغفها بالربّ لتتفوّق على أيّ منبر مدجّج بالمال يدّعي البشارة لكنه فارغ من المحبّة والإيمان.
حين سافرت إلى الخارج، رافقها شغفها، فصوّرت القداديس في رعيّة النبي ملاخي في مونتريال-كندا لتصبح مثالًا يُحتذى به في نقل البشرى. بعد عودتها إلى لبنان، سارت الرعيّة على خطاها في بثّ الاحتفالات الليتورجيّة عبر صفحتها.
إنّها غادة مزرعاني عبدو التي تروي رحلتها الروحيّة عبر «قلم غار»، وتشاركنا فيض النعم الإلهيّة في حياتها.

يسوع ينبوع الفرح الحقيقي
تخبر غادة: «في العام 2008، منحني الربّ نعمةً خاصة، فقرّرت أن أغوص في معاني الصوم، ووعدت يسوع بأن يكون الفصح نقطة تحوّل في حياتي. فواظبت على تلاوة المسبحة الورديّة، والمشاركة في القداديس، والالتزام بالواجبات العائليّة بروحٍ جديدة».
وتتابع: «في نهاية الصوم، شعرت بأنّ محبّة الله تشعل لهيب قلبي. أدركت أنّني لم أكن أعرف يسوع حقًّا، فانطلقت في رحلة بحث عن جماعات صلاة وأخويّات تساعدني على تعزيز علاقتي بالربّ. انضممت إلى أخويّة الروح القدس التي فتحت لي أبواب النعمة وعلّمتني التأمّل وتجسيد إيماني بفرحٍ حقيقي. كما التزمت في جماعة الرحمة الإلهيّة، فاغتنيت من روحانيّة القديسة فوستين».
لم يكن هذا الالتزام الروحي مجرّد محطة في حياة غادة، بل أصبح نمط حياة. سعت إلى التعمّق أكثر في حبّ الله، فتابعت التنشئة الإيمانيّة وتتلمذت للمسيح. شاركت في القداديس، وسجود القربان، وصلاة المسبحة، فاكتشفت أنّ يسوع هو ينبوع الفرح الحقيقي الذي لا ينضب.
فيض الحبّ الإلهي جعلها ترغب بشدّة بنقله إلى الآخرين، فراحت تنقل الصلوات والاحتفالات بتذكارات القديسين وغيرها مباشرةً عبر صفحتها لتُزهر سنابلَ ذهبيّة في حقل الربّ.

القربان… دربٌ إلى قلب يسوع
بحبٍّ كبير، تسرد غادة: «جذبني يسوع الحاضر في القربان المقدّس، كأنّه دعاني إلى السجود له والمشاركة في الصلوات. في مسيرات القربان في عنّايا، شعرت بأنّني أسير خلف يسوع فعليًّا، حيث تحضرني مشاهد من الإنجيل: النازفة، وزكّا العشّار، وجميع الذين بدّل المخلّص حياتهم بعد لقائهم به».

شرارة الحبّ الأولى
في العام 1997، رُزقت غادة بابنتها التي سمّتها جوي-ماريا، أي «فرح العذراء»، إذ شعرت بأنّ مريم أشرقت في حياتها كنورٍ إلهي. منذ ذلك الحين، توطّدت علاقتها بأمّها السماويّة، فغدت ملجأها في كل الظروف، وشفيعتها التي استجابت صلواتها ومنحتها شفاءً جسديًّا وروحيًّا.

حلم العودة إلى الوطن
على الرغم من الأزمات، تؤكد غادة أنّها وزوجها لا يزالان متمسّكين بالبقاء في لبنان، فيما خطّط أبناؤهما لمستقبل أكثر إشراقًا في الخارج. لكن أمنيتها تبقى في عودة أولادها إلى أرض الوطن.

شكر وامتنان
بامتنانٍ عميق، تختم غادة شهادة حياتها عبر «قلم غار»، قائلة: «أحمد الله على عطاياه الغزيرة التي غمرت حياة أسرتي وساعدتني كي أبقى ثابتةً في مسيرتي مع يسوع لأنّني أدركت أنّ السعادة الحقيقيّة لا تُختبَر إلا قربه».
