جمال الأمين
يحلّ عيد جميع القديسين حاملًا معه نورًا وأملًا جديدًا. إنّه يوم تتفتح فيه قلوب المؤمنين للتأمّل ببركات الله العاملة في حياة من عاشوا الإيمان ببساطة وتفانٍ، وكانوا مثالًا لنا في المحبّة والقوّة الروحيّة. نغوص في سير قديسين صاروا بركة لها وصوتًا داعيًا إلى التوبة في أرضٍ يغمرها البؤس.
قديسو لبنان أنوار سماويّة
لطالما عُرِفَ لبنان بأنّه بلد القداسة، حيث شهدت أرضه على حياة قديسين ملأوا العالم بروحانيّة فريدة. القديس شربل مخلوف سلك درب التواضع والصمت يحمل شهادةً صارخة للتسليم الكامل لمشيئة الله. والقديسة رفقا احتضنت الألم جسدًا وروحًا لتصبح رمزًا للصبر والتحمُّل. والقديس نعمة الله الحرديني كرّس حياته لعبادة الله والتعليم، فزرع بذور الإيمان والحكمة في قلوب تلاميذه، وكان مثالًا في العطاء والتفاني. وكم من قديسات وقديسين لبنانيين عاشوا حياتهم في الزوايا المخفيّة، بعيدًا من عيون الناس، لكن الله رفعهم، فكانوا علامات تشهد له وتنير الدرب للباحثين عن الحقّ.
عيد يفتح باب الرجاء
إنّ عيد جميع القديسين ليس مجرّد ذكرى عابرة، بل هو دعوة لنستمد قوّة من سير حياة عمالقة الإيمان ونسير على خطاهم. اليوم، نسأل الله أن يحلّ السلام في وطننا وجواره. لبنان الذي لطالما كان موطنًا للتسامح والتعايش بين الأديان يحتاج اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى إلى شفاعة القديسين كي يغمر السلام ربوعه من جديد.
السلام للبنان بشفاعة القديسين
لنرفع اليوم صلاة صادقة، ولتكن كلماتنا من القلب، سائلين القديسين الذين سبقونا إلى الحياة الأبديّة أن يتشفّعوا للبنان. شربل مخلوف، رفقا الريّس، نعمة الله الحرديني… يا جميع القديسين الذين قدّموا حياتهم على مذبح الإيمان، تضرّعوا إلى الله لأجلنا كي يحلّ سلامه على وطننا الحبيب، وكي يملأ قلوب أهله بالصبر والرجاء.
في عيد جميع القديسين، لنتذكّر أنّ القداسة ممكنة لكل واحد منّا. ليكن هذا العيد دعوة لنعيش قيم المحبّة والسلام، ولندع روح الله يقودنا في دروب الحياة. الربّ قادر أن يمسح جراحنا ويعيد الأمل إلى نفوسنا، بشفاعة القديسين، لتنبض قلوبنا من جديد بالإيمان والرجاء.