كلود حداد
على خشبة الصليب، تجلّت ذروة الحبّ إذ بسط يسوع يديه، وجذبنا إليه، وعانقنا، فأحيانا من جديد.
يذكّرنا الصليب بعذاب يسوع ومحبّته الخلاصيّة وانتصاره على الموت وانبلاج الحياة الجديدة. أما كتب يوحنا: «وأنا متى ارتفعت عن هذه الأرض، جذبتُ إليّ الناس أجمعين» (يو 12: 32). فنحن اليوم نحتفل بسرّ الانجذاب إلى محبّة الله وروحه ودم ابنه الطاهر. على خشبة الصليب، ارتفع المصلوب إلى مجد الآب، فتحوّلت آداة العذاب إلى مصدر للحياة والغفران والرحمة والمصالحة والسلام.
يغيّر الصليب نظرتنا إلى الألم والموت، فينصحنا البابا فرنسيس بالتأمل فيه، فهو قوّتنا وحافزنا للمضي قدمًا. لقد حرّرنا المصلوب من أعلاه كي نحبّ كما هو أحبّنا ونبني معه عالمًا جديدًا متصالحًا سلاميًّا.
تحتفل الكنيسة بعيد ارتفاع الصليب في 14 أيلول من كل عام لإحياء ذكرى الفادي. وكما قالت القديسة تريزا بنديكتا للصليب (إديت شتاين): «الصليب هو الطريق من الأرض إلى السماء»، طريق رسمه يسوع وأناره بالرجاء، نسلكه منجذبين إلى مجده السماوي بصمتٍ وخشوعٍ وشوق. كل عيد ارتفاع الصليب ونحن منجذبون إلى مجد الربّ. آمين.