ب. ب.
خامسٌ أنا بين إخوتي لكنني أتميّز عنهم لأنني أحمل في رزنامة أيّامي الكثير من الحبّ.
خصّتني الكنيسة بأروع الألقاب لتكريم أمّ يسوع، فكان «الشهر المريمي» الذي ينتظره العالم أجمع كل عام، وإن كان تكريمها على مدى الأيّام والأزمان.
منذ العام 1683، بعدما طلب البابا إينوشنسيوس الحادي عشر تخصيص أيّامي لتكريم مريم البتول، دخلتُ قلوب المؤمنين، وصرتُ شهر الفرح والخلاص. وأنا المحظيّ بوقوع الاختيار عليَّ من بين رفاقي الباقين من أشهر السنة، وفاحت رائحة زهوري في كل الأرجاء حيث مريم حاضرة بطهرها ونقائها.
أحظى بمكانة خاصّة في الكنيسة لأن كل أيّامي مخصّصة لتكريم العذراء، أمّ يسوع، ولرفع الصلوات والتضرّعات إلى عرش الله بواسطة أمّ البشريّة جمعاء كي يعمّ السلام في كل مكان.
شهر الصلاة أنا، وقد اتّخذتني الكنيسة ملاذًا لكل شخص يؤمن ببزوغ فجر جديد ملؤه الإيمان والرجاء ليستضيء بنور مريم البتول، واهبة النعم السماويّة، هي التي خفقت لها القلوب التوّاقة إلى الحبّ والفرح.
يا أمّي الحنون، واحد وثلاثون يومًا في رزنامتي، سيكرّمونك إلى أبد الآبدين، وينتظرون بركتك إلى دهر الداهرين، فلا تبخلي عليَّ برأفتك وحنانك، واجعلي منّي شهرًا مباركًا… كيف لا وأنتِ عنوانه!