أسرة تحرير «قلم غار»
ودّع المونسنيور توفيق بو هدير اليوم الأرض لينطلق إلى مسكنه السماوي، ويعانق الحبّ الأبديّ على خطى القديسة تريزيا الطفل يسوع.
الشبيبة والأهل والأحبّاء والأصدقاء اجتمعوا لوداعه في قداديس متتالية خُتمت بالجنّاز عن راحة نفسه وصلاة المرافقة التي ترأسها النائب البطريركي المطران بيتر كرم ممثّلًا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بمشاركة راعي الأبرشيّة المطران ميشال عون وعدد كبير من مطارنة الكنيسة المارونيّة، وممثلي رؤساء الطوائف ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات في كنيسة مار الياس-أنطلياس، بحضور فعاليّات رسميّة وسياسيّة وعسكريّة ونقابيّة وإعلاميّة.
في الرقيم البطريركي، أثنى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي على مزايا الراحل الذي أحبّ الشبيبة حتى النهاية فلُقّب بـ”أبونا الشبيبة”، واصفًا إيّاها بـ”خرافٍ فقدت راعيها”.
وتناول الرقيم البطريركي مسيرته واندفاعه في سبيل البشارة، “هو الذي وزّع الفرح” أينما حلّ، وكان “صاحب الحبّ الخلّاق والإرادة الصلبة في النشاط من دون كلل”. انتمى إلى العائلة الكهنوتيّة في أبرشيّة جبيل المارونيّة في 30 أيلول 2000 وعاش 21 سنة مليئة بالحبّ والعطاء، متّخذًا كلمات القديسة تريزيا الطفل يسوع شعارًا لخدمته: “بالحبّ أعطي كلّ شيء، وأعطي ذاتي”. بدأ رسالته مع الشبيبة منذ 2001 إذ كان مرشدًا لشباب أبرشيّته إلى حين تعيينه منسقًّا لمكتب رعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركيّة ومديرًا للمركز البطريركي للتنمية البشريّة والتمكين في ريفون. خصّه الله بموهبة تنظيم التجمّعات الشبابيّة في مناسبات عدّة. ساهم في نقل التعليم الكنسي الخاص بالشبيبة ونقله إلى العربيّة، واعتنى بالمحتاجين والمتعبين.
بعد صلاة المرافقة، قُلّد وسام الاستحقاق الوطني اللبناني البرونزي.
وكانت قد انطلقت صباح اليوم مسيرة مرافقة جثمان المونسنيور بو هدير من مستشفى سان جورج في عجلتون إلى المركز البطريركي-مار سركيس وباخوس للتنمية البشريّة والتمكين في ريفون حيث استقبلته فرقة الكشافة وأدّت له التحيّة وتلت مع الآباء والحاضرين صلاة المسبحة.
المونسنيور توفيق بو هدير لبّى دعوة الكهنوت، وانطلق ليُثمر سلامًا أينما حلّ، وكرّس نشاطه للشبيبة، فشكّل معها نواةً للبشارة بالمسيح وحبّه، وحضنها باسم الكنيسة، معلنًا تجمّع “يسوع فرحي”.
إلى “أبونا توفيق”، الكاهن الذي لا يتكرّر، مَن نقل وديعة التعليم بأمانة إلى قلب الكنيسة النابض بالحبّ، نقول: “منحبّك!”