باسمة بو سرحال
أنعَمَت مريم العذراء عليَّ بظهوراتها، فكرَّمتُها إلى الأبد. حمَّلَتْني وديعة أيقونتها العجائبيّة، فبذلتُ قصارى جهدي في سبيل نشرها. أنا القديسة كاترين لابوريه، وهذه قصّتي مع العذراء والكنيسة.
———————————————————-
2 أيّار 1806 يومٌ دخل الرزنامة الكنسيّة كتاريخ مقدّس مع ولادة كاترين لابوريه في مقاطعة بورجندي الريفيّة شرقي فرنسا.
هي التاسعة بين أحد عشر ولدًا في العائلة. والدها بيار مزارع، وأمّها مادلين لويز جونتار ربّة منزل، وقد توفيت حين كانت كاترين طفلة في التاسعة من عمرها. إثر ذلك، طلبت عمّتها أن تهتم بتربية أصغر اثنين من أولاد أخيها، فانتقلت كاترين إلى منزل قريبتها في بلدة سان ريمي.
مَنَعَها الفقر من دخول المدرسة، فتلقّت التعليم المسيحي في الكنيسة. في عزّ شبابها، رغبت في الترهّب، فدخلت دير راهبات المحبّة للقديس منصور دي بول.
18 تمّوز و27 تشرين الثاني من العام 1830 أبرز المحطات في حياة كاترين التي حظيت برسائل مريميّة عدّة. طلبت مريم العذراء منها نشر أيقونتها العجائبيّة، مؤكدةً أنّ كل من يتلو الصلاة المكتوبة عليها ويحملها بثقة حول عنقه ينال نعمًا غزيرة.
«أجمل وأعذب وقت في كل حياتي… يستحيل وصفه»، تقول كاترين حين تتحدّث عن الظهورات المريميّة.
أحبّت كاترين الفقراء والمسنّين من أعماق قلبها، وعملت بصمت وتواضع، فدُعِيَت شفيعة المسنّين، وحظيت بمحبّة الجميع.
في 31 كانون الأوّل 1876، انتقلت كاترين إلى الحياة الأبديّة، مزوّدةً بالقربان المقدّس.
في العام 1933، فُتِحَ قبرها حيث وُجِدَ جسدها سليمًا، وهو حاليًّا في كنيسة الأيقونة العجائبيّة الواقعة في دير «رو دي باك» في باريس.
في العام عينه، أعلنها البابا بيوس الحادي عشر طوباويّة، قبل أن تُرفع قديسة على مذابح الكنيسة في 27 تمّوز 1947 على يد البابا بيوس الثاني عشر.
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة كاترين لابوريه في 28 تشرين الثاني من كل عام، وتصلّي معها كي تفيض ببركاتها على المؤمنين.
———————————————————-
أيتها القديسة كاترين، يا من أودعتك مريم العذراء أيقونتها العجائبيّة، علّمينا الإيمان العميق والطاعة لمشيئة الربّ، وساعدينا لنثق بالعناية الإلهيّة حتى النفس الأخير.