آمال شعيا
ظلمتي… كم كنت أخشى الحديث عنك، وكم كنت أثور كلّما شعرت بأنّك تقتربين منّي… واليوم منديلك الأسود يلامس عينيّ وبقوّة… لحظتك المطعونة بالحربة دنت منّي، وأنا لا أملك الخيار أو الفرار من قبضتك، ولكن ابتسامتي البيضاء تُلقي التحيّة على وجهك القبيح في كل حين… تجاربي علّمتني أن لا أنهار وسط المعارك بل أسير فوق أشواكي ودمي يسيل، ورأسي مرفوع نحو العلاء…
ظلمتي، لا أنكر أنّك اخترقت حياتي حتى ألواني، ولكن أريد أن أخبرك أنني لا أعلم كم من العمر سنمضيه معًا، إلا أنّني أملك ما يكفيني من الآمال كي أتابع رحلة تغريدي على هذه الأرض الفانية…
ظلمتي، يا من حرمتني نعمة التحديق في نور الشمس، لكنك لن تستطيعي اغتيال شمس بصيرتي، وحلمي الأكبر في معانقة سرّ الوجود، وأنا أتسلّق سلّم الانتصار، ونور ربي يكلّلني، وهو من أعلى مجده يسحق كل الظلمات.