غيتا مارون
مخرج ملتزم في الكنيسة، يمجّد اسم الله عبر إدارته الصورة والصوت والكلمة. في رصيده الكثير من الأعمال الدراميّة، منها فيلم «سراج الوادي» (سيرة حياة المكرّم الأب بشارة أبو مراد)، وفيلم «الربّ يراني» (بدأ عرضه في صالات السينما في 29 شباط 2024، وهو ينقل سيرة حياة الطوباوي الأخ إسطفان نعمة)، فضلًا عن أعمال أخرى عُرِضَت عبر نورسات، منها فيلم «المسيح وتجار الهيكل» (4 أجزاء)، وفيلم «الانتظار»، وبرنامج «عاطل عن الحرّية» عبر أم تي في، وبرنامج إنساني تخلّلته دراما بعنوان «ساعة مش سايعة» عبر سات 7، ومسلسلات عدّة بثّتها مختلف القنوات اللبنانيّة المحلّية.
إنه طوني نعمه الذي يشارك «قلم غار» اختباره المكلّل بالانتصارات والبركات الغزيرة.

رسالة وتسليم للعناية الإلهيّة
يخبر طوني عن حضور الله الدائم في حياته، فيقول: «كانت المرحلة التي عشتها في تيلي لوميار بمثابة معموديّتي على الصعيد المهني، ما جعلني أهتم بأن أقدّم رسالة مهما فعلت وأينما حللت.
أبدأ أعمالي بالصلاة دائمًا لأنني أرغب في أن ترافقني يد الله. أسلّم نفسي وعملي للعناية الإلهيّة ومشيئة الربّ، وأحيانًا أتفاجأ بمدى روعة الأعمال، ما يعني أنني لست سوى أداة في يد إلهنا الذي يعمل فيَّ».

«الربّ يراني» في الطليعة
يواصل طوني الحديث عن اختباره العميق، فيؤكد أنه لطالما شعر بتدخّل الله في وقت الشدائد، شارحًا: «لمست حضور الربّ في الأوقات الصعبة، ولا سيّما في الفترة الأخيرة من أواخر العام 2020 لغاية اليوم. واجهنا مشكلات جمّة، مثل الأزمة الاقتصاديّة وجائحة كورونا وتداعيات انفجار مرفأ بيروت، لكننا اتكلنا على الله، وبذلنا أقصى جهودنا لإنجاز فيلم “الربّ يراني”، علمًا بأن شركات الإنتاج الكبيرة توقفت عن العمل حينها.
غمرتنا العناية الإلهيّة، فلم يُصَبْ أحد منا بكورونا في خلال فترة عملنا على مدى عام. استغرق العمل حوالى سنة بسبب الإقفال ومنع التجوّل وتقلّب سعر الدولار. اضطررنا إلى التصوير والمونتاج على مراحل عدّة.
فيلم “الربّ يراني” يحتل اليوم المرتبة الثانية في السينما اللبنانيّة، وفق التقرير الوارد إلينا».
سرّ نجاح فيلم «الربّ يراني»
يشدّد طوني على أن سرّ نجاح فيلم «الربّ يراني» يكمن في تناوُل سيرة حياة الأخ إسطفان كما هي، أي تصوير بساطته وحبّه الآخرين والأرض وطاعته رؤسائه.
ويضيف: «لا يتناول الفيلم المعجزات التي اجتُرحت بشفاعة الأخ إسطفان لسببَيْن، هما: لم تُسَجَّل عجائب كثيرة باسم الأخ إسطفان إلا تلك التي استندت الكنيسة إليها لإعلانه طوباويًّا، ولا يمكن تناوُل معجزات حصلت بشفاعة مكرّم أو طوباوي قبل إعلان قداسته.
قمنا بأبحاثٍ متعلّقة بالأخ إسطفان نعمة مع الأب إيلي قزي، واستندنا إلى كتابه “في إثر الأخ إسطفان نعمة” الذي ينقل سيرة حياة طوباوي عاش شعاره «الربّ يراني»، وبنى علاقة قويّة جدًّا بالله في خلال عمله المتواضع في الحقل، ولم تكن المسبحة تفارق يده إذ كان يردّدها على الدوام».

رسائل روحيّة وشعار حيّ
يشير طوني إلى أن الرسالة التي يرغب الطوباوي الأخ إسطفان نعم في إيصالها من خلال فيلم «الربّ يراني»، بحسب رأيه، تتمثّل في ضرورة إعادة النظر في أهمّية الدعوات الرهبانيّة إذ إن الراهب هو قدوة لنا.
أما ماهيّة الرسالة الشخصيّة التي وصلته من خلال الفيلم، فيقول طوني عنها: «قرّرت أن أعيش أيّ شعار أنتقيه في حياتي، ولا أكتفي باختياره فقط، لأنني تأثرت كثيرًا بشعار الأخ إسطفان الذي جسّد ما قاله فعليًّا».

فيلم رهباني بامتياز!
في ردّه على سؤال متعلّق بما يميّز فيلم «الربّ يراني» عن سواه من الأعمال الدينيّة، يجيب طوني: «إن شخصيّة الأخ إسطفان تجعلنا نفهم أننا جميعنا نستطيع أن نصبح قديسين؛ كان الطوباوي رجلًا مصلّيًا وخادمًا. تشرّب البطولة والرجولة من جدّه وحبّ الأرض من أبيه.
ما يميّز الفيلم الحقيقة والبساطة في عرض سيرة حياة الأخ إسطفان، كما وجَّهَنا الأب قزي الذي تمنّى تصوير شخصيّة الطوباوي كما هي، حتى إنه عندما شاهد الفيلم، قال: تهانينا. إنه فيلم رهباني بامتياز!».
يتابع طوني: «يمكن اختيار الفيلم إذا رغب المرء في مشاهدة فيلم لبناني أو المشاركة في رياضة روحيّة أو ساعة ونصف ساعة من التأمّل.
من الضروري أن تُنَفَّذ الأعمال الدينيّة بتأنٍّ لأنها توثّق الأماكن: بيت الطوباوي، والدير الذي انتسب إليه، وبلدته».
يؤكد طوني اهتمامه بأدق التفاصيل في الفيلم، ويخبر موقعنا بأنه أعاد تصوير مشهد بعد سنة من انتهاء العمل فيه بسبب خطأ لاحظه الأب قزي لدى مشاهدته النسخة الأخيرة منه، وذلك حرصًا منه على عدم تضمُّنه أيّ هفوة تاريخيّة.

«الربّ يراني» يتخطى حدود لبنان
بقلبٍ مفعم بالامتنان، يقول طوني إن الربّ أدهشه بما مكّنه من بلوغه، مضيفًا: «بعد إنجاز أيّ عمل ناجح، أسجد أمام الله، وأضع ما حقّقته بين يديه. قبل افتتاح فيلم “الربّ يراني”، زرت ضريح الأخ إسطفان في كفيفان، قائلًا له إن هذا الفيلم بين يديه، ودعوته لمشاهدته.
في لحظة، تخطّى هذا الفيلم حدود الوطن؛ سأتوجّه إلى كندا في 20 آذار الحالي إثر اتصال تلقّيته من الرعايا بعد الإعراب عن رغبة المؤمنين في مشاهدته، وستليها رحلة أخرى إلى بلجيكا وسواها من الدول».
ويختم طوني سرد اختباره عبر «قلم غار»، رافعًا الشكر إلى الله على عائلته الصغيرة ودعمها الدائم، وعلى عائلته الكبيرة أي طاقم العمل الذي يعمل معه من دون السؤال عن الأجر. ويحمد الربّ لأنه أعطاه وزنة يسعى إلى استثمارها في حقله، وأوصله إلى مرحلة جعلته يصنع اسمًا يدخل التاريخ.
