المونسنيور فادي بو شبل
لماذا وألف لماذا؟
لماذا أنا يا ربّ؟
لماذا لا أُمنح كسائر المتزوّجات طفلًا واحدًا؟
الكل يسألني: هل من جديد؟ وأنا أسأل نفسي: هل سأصبح في أحد الأيّام أمًّا؟ وتبقى الأسئلة من دون أجوبة.
شريك حياتي يهوّن عليّ، يحبّني، يقف إلى جانبي، وقد أصبح بمثابة ملاكي الحارس، وأنت تعرف أنني أحبّه، لكن قل لي يا ربّ: ما حكمتك من وضعي؟
فالأولاد هم ثمرة الحبّ، وأنا أحبّ؛ أحبّك وأحبّ زوجي، فلماذا لا أرى ثمرًا لحبّي؟
أما كان الأطفال عطيّة منك، أنت سيّد الحياة؟ فبدموعي وتوسّلاتي، أرجوك هبني هذه النعمة.
صحيح أن زوجي يكفيني لأعيش الحبّ، ولكن أنت قلتَ لنا: “اسألوا تعطوا” (مت 7: 7)، وقلتَ أيضًا: “إذا اتّفق اثنان منكم في الأرض أن يطلبا حاجة، حصلا عليها من أبي الذي في السماوات” (مت 18: 19).
فأنا وزوجي نناشدك: أرنا، يا ربّ، ثمرة حبّنا.
وحدك قادر أن تمنح الحياة لحياتنا، فالبيت من دون أطفال كالعشّ من دون عصافير، أو كالجنّة من دون الناس.
في هذا الوقت، أقف أمامك مترجّية أن تسمعني، كما سمعت صلاة زكريّا وأليصابات، وتمنحني أن أحمل عطيّتك الغالية: ولدٌ من أحشائي.
وأنتِ يا أمّ يسوع، هل لاحظتِ؟ فقد دعوتكِ أمّ يسوع ولن أدعوكِ مريم لأنني متأكدة من أن فرح قلبكِ برؤية المولود منكِ أكبر من كل فرح، ولأنك أمّه وأمّي، فصلّي لأجل عائلتي ولأجلي كي أحمل بين يديّ كما حملتِ أنتِ، وأحتضن بين ذراعيّ كما احتضنتِ أنتِ، ويبتهج كياني كما ابتهجتِ أنتِ، لأردّد معك: “قدّوس الله… فقد صنع بي العظائم” (لو 1: 49). آمين.