الإكسرخوس الرسولي فادي بو شبل
حتى وإن كانت الحياة قاسية عليّ وعلى من أحبّ، فهذا الواقع لن ينزع رجائي بك وبعنايتك الإلهيّة، يا مخلّصي الحبيب يسوع.
عندما أتأمّل في سرّ تجسّدك وأغوص في حياتك على الأرض، أعرف أنك التزمت بي وبأمثالي، نحن المحتاجين كل حين إلى الخلاص من الفقر المادي والمعنويّ، وربّما الروحي أيضًا.
أعرف أننا محبوبون بشكل مميّز منك، وأعرف أيضًا أن الفقر الذي نعانيه ليس إلا مرحلة مهما طالت مدّتها، فأنا أؤمن بك، أنت الغني والقادر أن تُغني الإنسان بغناك الحقيقي.
صحيح أن الحياة اليوميّة متطلّبة؛ الأكل والملبس والدرس والصحّة، كلّها حاجات لا بدّ منها، وبالرغم من كل ما يولّده الفقر من نزاع داخلي وخارجي، فأنا على ثقة بأنك تنظر إليّ وتعرف أنني أحتاجك في كل شيء، وأحتاجك في كل حين.
لذلك، أدعوك: تعال، تعال إليّ الآن، وامنحني الصبر والفرج والفرح والحكمة.
يَسِّر، يا ربّ، طريقي، وأنعم عليّ بما أحتاج إليه ليشكر لساني حبّك، ويعلن أنك محبّ البشر ومخلّص الإنسان من كل ما يقلّل من كرامته البشريّة.
وفيما أصلّي إليك، يا إلهي، يحضرني وجه أمّك القديسة عذراء الناصرة التي عاشت الفقر ولم يكن لديها ما تقدّمه إلى الهيكل عنك، إلا حمامتان أو يمامتان.
لها ننحني مع الملائكة نحن البشر، ونسجد لك، ونعبدك أنتَ يا من أردتَ أن تتجسّد من أحشائها وتُحمل على ذراعيها، هي التي بفقرها قدّمت طبيعتنا البشريّة إليك، فأصبحتَ إلهنا معنا-“عمّانوئيل”. آمين.