غيتا مارون
يا أمّي مريم، من يستطيع أن يدرك مقدار ألمي مثلك؟!
خُطف ابني منّي بعدما طعنت الأيادي الآثمة قلب بيروت،
ونزف قلبي المطعون بسيف الآلام منذ تلك اللحظة…
في عيد مولدك، يا أمّي، كنت أهديكِ الورود الحمراء،
وأرجوكِ أن تعتني بابني، وألا تغيب عيناكِ الساهرتان عنه!
للمرّة الثانية، في عيد مولدك، يا أمّي، يداي فارغتان
لأنني خسرتُ الغالي… وحلّ الدم مكان الورود…
آلامٌ لا توصف تجتاح كياني… كيف أنسى روحي التي غابت عنّي؟!…
قولي لي يا مريم: كيف تحمّلتِ موت ابنك؟
كيف حملتِ الصليب؟
كيف شربتِ كأس الوجع إلى الرمق الأخير؟
أمّي الحبيبة… كيف حال ابني؟
هل يعاين وجه الله؟ هل يتنعّم بحضور ابنك؟
هذه المرّة، يا أمّي، أهديكِ إكليل شهادة ابني،
هذه الروح التي انفصلت عنّي،
وعادت إلى منزل أبيها السماوي…
يا أمّي، اجعلي قلب ابني الحبيب يتّحد بقلب ابنك!
عزائي الوحيد أن المخلّص الذي غلب الموت وقام من بين الأموات
سيرفع ابني إلى ملكوت الله ليختبر مجد القيامة مع الأبرار والقديسين!
آمين.