الأب بيتر حنا
لا أزمة خبز…
لا أعرف كيف انقطع الخبز فجأة في السوبر ماركات…
قمت بجولة على أكثر من سوبر ماركت إلى أن وصلت إلى أحد الأفران، فقالوا لي: لا تُتعب نفسك بالمحاولة لأنها ستبوء بالفشل! فرغت كل الأفران من الخبز…
وقفت محتارًا، وسألت الشابة في السوبر ماركت: ما الذي يحدث؟
اقترب منّي شابٌ، وقال لي: أبونا بيتر، لا خبز لديك؟
هذا الشاب هو المسؤول عن خدمة تسليم البضائع، ويعرفني جيّدًا…
أجبته: كلا، يا صديقي! لا خبز لديّ!
فقال لي: أنا أحتفظ بربطة خبز منذ الصباح، وسأعطيك إيّاها!
رفضتُ عرضه في بداية الأمر، قائلًا: لا تستطيع أن تعطيني هذه الربطة لأن عائلتك بحاجة إليها!
فأجابني: لا تقلق بشأن عائلتي! لدينا ما يكفي إلى الغد، وسأشتري في الصباح الباكر ما أحتاج إليه…
لم أعرف كيف أتصرّف في تلك اللحظات!
هل أعطيه ثمنها أم المزيد؟
أدرك أنني مهما قدّمتُ له، لن أوفيه حقّه لأن ما قام به لا يقدّر بثمن!
نعم! إنهم جنود الحبّ!
هم مُوزَّعون في المحلات والشركات والطرقات وأماكن أخرى كثيرة…
إنهم جنود الحبّ لأن سلاحهم الحبّ والحريّة!
أمام الأوضاع الصعبة التي تحيط بنا، كل الأمور تصبح أكثر سهولة عندما لا نسمح للأوضاع بأن تخيفنا وتغيّرنا…
إن الجوع والعوز قد يجعلانك تفكّر بنفسك أكثر من غيرك، وتفضّل ذاتك على الآخرين، وهنا تكمن الخطورة!
إنها معركتنا ومعركة الله لأن الشرّ إلى ازدياد…
نحن أولاد الخير والحبّ، وعلينا أن نكون أقوى!
العالم بحاجة إلى أن نضخّ الحبّ فيه!
ما أروع أن تقوم بتلك الأمور أينما تحلّ، وترى في كل لقاء فرصة لك لتحبّ أكثر وتحدث “صدمة حبّ”!
من الصعب جدًّا ألا يشعر الفقير بأخيه…
عندئذٍ، سنخسر وطننا!
إذا لم نشعر ببعضنا بعضًا، كيف نطلب من سكان الأعالي أن يشعروا بنا؟
إنها الثورة التي نحتاج إليها!
ليست ثورة فلسفة وفلاسفة، بل ثورة حبّ ومحبّين!
ملاحظة صغيرة (لكنها كبيرة جدًّا): لم يكن الشاب الذي ساعدني مسيحيًّا (لكنه مسيحيٌّ فعلًا).