لم يدخل 9 أيّار2021 تاريخ الكنيسة الكاثوليكيّة فحسب بل تاريخ القضاة في العالم مع إعلان البابا فرنسيس القاضي الإيطالي روزاريو ليفاتينو (Rosario Angelo Livatino) الذي اغتالته مافيا كوستا نوسترا في جزيرة صقلية على بعد كيلومترات عدة من منزله في مدينة أغريجنتو في 21 أيلول 1990 طوباويًّا.
وُلد روزاريو في 3 تشرين الأوّل 1952 في كانيكاتّي الإيطاليّة، وقُتل على الطريق بين كانيكاتّي وأغريجنتو في إيطاليا في 21 أيلول 1990.
هو أوّل قاضٍ في تاريخ الكنيسة رُفع إلى مصاف الطوباويّين لبطولة فضائله وإيمانه والتزامه بتعاليم الإنجيل بالحقّ والعدالة والإيمان.
في احتفال تطويبه، أشاد البابا فرنسيس بـ”شهيد العدالة والإيمان” لأنّه استشهد بعد مواجهته الشرّ والفساد عندما كان يبلغ من العمر 38 عامًا، مكرّرًا شعاره: “لا يمكن أن يكون الإنسان مؤمنًا بالربّ ورجل مافيا في آن واحد”.
كما سُمّي “القاضي الصغير” إذ حقّق نجاحًا في عدد من القضايا وتمكّن من مصادرة مبالغ كبيرة من الأموال والممتلكات واعتقال كبار الشخصيّات المنظّمة.
وقال أحد قاتليه بعد توبته: “لقد سامَحَنا، سامح قاتليه قبل موته”.
من أبرز أقواله:
-العدل ضروري لكنّه غير كافٍ، ويجب أن يتغلّب قانون المحبّة عليه.
-على القاضي أن يقدّم عن نفسه صورة شخص جاد ومتوازن ومسؤول؛ صورة الرجل القادر على الإدانة والفهم أيضًا. بهذه الطريقة فقط يمكن أن يقبله المجتمع: هذا هو القاضي في كلّ العصور. إذا بقي دائمًا حرًّا ومستقلًا، فسيتبيّن أنّه يستحقّ وظيفته، وإذا ظلّ حياديًّا، فلن يخون ولايته أبدًا.
-يمكن للقاضي المؤمن أن يقيم علاقة مباشرة مع الله لأنّ تحقيق العدالة هو تحقيق الذات، هو صلاة، هو تكريس الذات لله.
حدّدت الكنيسة 29 تشرين الأوّل من كل عام يومًا للاحتفال بعيده.
إن الفاتيكان، بتطويبه ليفاتينو، يؤكد أن العمل القضائي يتجلّى في أروع وجوهه عندما يحمل مفهوم الرسالة حتى الشهادة من أجل الدفاع عن كلمة الربّ.