باسمة بو سرحال
ثلاثة أجساد في قلب واحد وروح واحدة، إيماننا بيسوع لم يتزعزع حتى النفس الأخير. اعتبرنا الشهادة مجدًا سماويًّا، فلم نرهب الموت من أجل المسيح.
نحن الإخوة المسابكيّون الموارنة. وهذه قصّتنا مع الربّ يسوع.
———————————————————-
فرنسيس وعبد المعطي ورفائيل مسابكي ثلاثة إخوة موارنة اتّحدوا على حبّ يسوع.
فرنسيس هو الأكبر بين إخوته، عمل في تجارة الحرير، ما أكسبه ثروة وشهرة، وكان مثال الأب الصالح لثمانية أولاد.
عبد المعطي هو أستاذ في مدرسة دير الرهبان الفرنسيسكان، وله خمسة أولاد. أمّا الأخ الأصغر رفائيل، فكان عازبًا يشارك شقيقيه وعائلتهما الصلاة كل مساء.
أحبّ الإخوة المسابكيّون الفقراء كثيرًا وعُرِفوا بتقواهم وأخلاقهم الحسنة، وفضّلوا الموت على إنكار يسوع. بعدما ثار المسلمون في سوريا والدروز في الجنوب اللبناني على المسيحيين، لجأ الإخوة المسابكيّون إلى دير الرهبان الفرنسيسكان في دمشق حيث صلّوا واعترفوا وتناولوا القربان المقدّس.
بينما كان فرنسيس جاثيًا يصلّي حوالى منتصف الليل أمام تمثال مريم العذراء في الكنيسة، دخل الدير مسلّحون يطلبون رؤيته، قائلين له: «جئنا ننقذك وذويك شرط أن تعتنقوا الديانة الإسلاميّة، وإلا فستهلكون جميعًا». فأجابهم فرنسيس: «إنّنا مسيحيّون وعلى دين المسيح نموت. ونحن معشر المسيحيين لا نخاف الذين يقتلون الجسد، كما قال الربّ يسوع». ثم توجّه إلى شقيقيه قائلًا لهما: «تشجّعا واثبتا في الإيمان لأنّ إكليل الظفر معدّ في السماء لمن يثبت إلى المنتهى». عندها، بدأ مقتحمو الدير بضربهم بالخناجر والفؤوس حتى استشهادهم في 10 تمّوز 1860.
أعلن البابا بيوس الحادي عشر الإخوة المسابكيين الموارنة طوباويين في 10 تشرين الأوّل 1926.
في 1 تمّوز 2024، أعلن البابا فرنسيس أنّ 20 تشرين الأوّل 2024 سيكون يوم انضمام الإخوة المسابكيين مع طوباويين آخرين إلى قديسي الكنيسة الكاثوليكيّة في احتفالٍ يُقام في الفاتيكان.
———————————————————-
أيها الإخوة المسابكيّون الثلاثة، نسألكم أن تزرعوا فينا الشجاعة لحظة التجربة، فنثبت في إيماننا بيسوع المسيح إلى المنتهى.