بعد تأجيل تطبيق مرسوم البابا فرنسيس بسبب وباء كورونا، حُدّد موعد إعلان قداسة الكاهن الفرنسي شارل دي فوكو وستة طوباويين آخرين في 15 أيّار 2022.
رغب الطوباوي شارل في أن يكون “أخًا عالميًّا” للجميع، وزرع بذور الكلمة الإلهيّة في قلب الصحراء حتى يوم استشهاده في العام 1916.
لقد ساهم كل القديسين الجدد في حمل نور الإنجيل إلى العالم بالاستشهاد البطوليّ أو ممارسة أعمال المحبّة والفضائل المسيحيّة.
في سياق متصل، يؤكد البابا فرنسيس أن قديسي كل الأزمان وقديساته ليسوا مجرّد علامات أو كائنات بشريّة بعيدة لا يمكن بلوغها، بل على العكس إنهم أشخاص عاشوا حياة طبيعيّة، واختبروا تعب الحياة اليوميّة بنجاحاتها وفشلها، ووجدوا في الربّ القوّة لكي ينهضوا مجدّدًا على الدوام ويتابعوا المسيرة.
من هنا، نفهم أن القداسة هي هدف لا يمكننا تحقيقه بفضل قوانا الشخصيّة وحسب، بل هي ثمرة نعمة الله وجوابنا الحرّ عليها.
وبالتالي، إن القداسة هي عطيّة نقبلها من خلال المشاركة في الحياة الإلهيّة عينها بواسطة الروح القدس الذي يسكن فينا منذ يوم معموديّتنا والدعوة المشتركة لتلاميذ المسيح. إنه درب الملء الذي دُعي كل مسيحي ليسير عليه في الإيمان متقدّمًا نحو الهدف النهائي: الشركة الكاملة مع الله في الحياة الأبديّة، فتصبح القداسة جوابًا على عطيّة الله لأنها تظهر كتحمُّل المسؤوليّة.
لذلك، علينا أن نأخذ على عاتقنا التزامًا يوميًّا وجدّيًّا للقداسة في أوضاع حياتنا وظروفها وأن نسعى لكي نعيش كل شيء بمحبّة على مثال القديسين، إخوتنا وأخواتنا الذين اعترفوا بأنهم يحتاجون في حياتهم للنور الإلهي مستسلمين له بثقة، وهم الآن أمام عرش الله ينشدون مجده إلى الأبد، ونحن مدعوّون إلى التشبّه بهم، ونجد من بينهم العديد من “الأشخاص الذين يعيشون بقربنا وهم انعكاس لحضور الله”.
المصدر: فاتيكان نيوز