أسرة تحرير «قلم غار»
لعيد سيّدة الانتقال مكانة خاصة في قلوب اللبنانيين الذين يستقبلونه بفرح في المناطق كافة، ويحتفلون به عبر مشاركتهم بقداديس ومهرجانات تنطلق عشيّة العيد أو قبل حلوله بأيّام قليلة وتتواصل حتى الخامس عشر من آب.
في دير سيّدة قنّوبين-الوادي المقدّس، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد السيّدة، بمعاونة لفيف من المطارنة والكهنة، وبحضور فاعليّات دينيّة وسياسيّة وجموع المؤمنين.
تناول الراعي في عظته حياة الطوباوي البطريرك الدويهي في وادي قنّوبين وانتقاله إلى كسروان ومآثره وبنائه الكنائس.
ثم تحدّث عن «العظائم الخمس التي أجراها الله بمريم منذ ولادتها معصومة من الخطيئة حتى انتقالها بالنفس والجسد إلى السماء، مرورًا بمشاركتها ابنها يسوع في عجائبه وآلامه».
وقال: «نلتمس شفاعة مريم العذراء؛ نلتمس منها حماية لبنان، وكلنا ثقة بأنّ سيّدة لبنان لن تتخلّى عن وطننا. كلنا ثقة بأنّ الطوباوي الجديد والقديسين العشرة الذين سبقوه لن يتركوا لبنان. ولكن هذه دعوة لنا لنعيش إيماننا المسيحي بإخلاص، وبالنعمة كما يريد الله».
وختم الراعي عظته، آملًا أن تعود الحياة إلى الوادي المقدّس بهمّة الصالحين والنواب، وتُؤَهَّل طريق قنّوبين، وأن يعيد الله هذا العيد على الجميع، منعمًا على وطننا بالأمان.
بعد القداس، كانت محطات دينيّة فنّية أعدّتها جماعة الراهبات الأنطونيّات في الدير برئاسة الأخت جانيت فنيانوس، وتناولت حدث تطويب البطريرك الدويهي.
من ثم، أعلن أمين النشر والإعلام في رابطة قنّويبن للرسالة والتراث جورج عرب عن مبادرة الرابطة المتمثّلة في إطلاق «سنة الطوباوي الدويهي الثقافيّة» التي تتضمّن سلسلة محطات ثقافيّة روحيّة تسلّط الضوء على سيرة حياة الطوباوي ودوره التاريخي وآثاره الفكريّة.
بعد ذلك، بارك الراعي إطلاق سنة الطوباوي البطريرك الدويهي الثقافيّة، متمنّيًا نجاح أنشطة هذه السنة المساهمة في نشر روحانيّة قنّوبين التي تبلورت في عهد الدويهي.
تزامنًا، توافد المؤمنون سيرًا على الأقدام في تقليدٍ سنوي من إهدن إلى زغرتا. لدى وصولهم إلى كنيسة سيّدة زغرتا الأثريّة، شاركوا في الذبيحة الإلهيّة التي ترأسها الخورأسقف إسطفان فرنجية، بمعاونة الخوري أنطونيو الدويهي والشمّاس وليام مكاري، وبحضور شخصيّات دينيّة ورسميّة وحشد من المؤمنين.
شدّد فرنجية على أهمّية عيد الانتقال، فهو «من العظائم التي أعطاها يسوع لأمّه مريم»، مشيرًا إلى أنّ العذراء عظيمة لأنّ الله اختارها أمًّا له وميّزها وشاء أن ينقلها بالنفس والجسد.
ودعا إلى التواضع أمام الله والتشبّه ببطرس أي «كلّما زاد قربنا من يسوع، نكتشف ضعفنا وخطيئتنا».
وتطرّق أيضًا إلى فضائل البطريرك الدويهي وحدث التطويب.
وختم فرنجية عظته بالقول: «لنُصْغِ إلى مريم التي قالت: افعلوا ما يأمركم به يسوع، عودوا إلى الذات والإنجيل. لنصمت ولنُصْغِ إلى كلام الربّ، فالصمت علامة ربّنا في حياتنا».
بعد القداس، أُقيم زيّاح العذراء سيّدة زغرتا. من ثم، بارك فرنجية هريسة العيد.
إلى ذلك، غصّت مدرّجات مهرجان عيد انتقال مريم العذراء في محيط كنيسة سيّدة الغسّالة العجائبيّة في القبيّات بالحضور من مختلف المناطق.
كما عجّت الباحات المحيطة بالكنيسة بالمتوافدين إلى الشمال اللبناني حيث جالوا في المعرض الذي ضمّ مونة عكاريّة وأشغالًا حرفيّة وتحفًا فنّية، وخُصِّصَت مساحات لسوق الأكل والمأكولات التراثيّة والألعاب الترفيهيّة.
وكانت القداديس والمسيرات المريميّة قد عمّت المناطق اللبنانيّة، تكريمًا لمريم العذراء في عيد انتقالها بالنفس والجسد إلى السماء.