ولد سمعان في العام 390 في قرية سبيسان على حدود سوريا وكيليكيا.
منذ نعومة أظفاره، تميّز بالرصانة والهدوء وعشق الفضيلة.
بعد وفاة والديه، زهد في الدنيا وترك ثروته لإخوته وللفقراء، ودخل ديرًا في تولادا عاكفًا على عيش الحياة النسكيّة.
اختار طريقًا فريدًا لبلوغ القداسة، فأقام فوق عمود رافعًا الصلوات وممارسًا التقشّفات، واضعًا ذاته في مواجهة حرّ الصيف وبرد الشتاء.
ويُروى أن النسّاك دفعوا برئيسه إلى امتحان طاعته، فأمره بالنزول عن عموده.
امتثل سمعان للأمر، ما جعل الجميع يزدادون احترامًا له وإعجابًا بقداسته.
عاش سمعان على عموده نحو 37 عامًا، وفق ما أكدت المستندات التاريخيّة، ولا سيّما كتابات المؤرّخ الشهير تاودوريطس.
رقد سمعان في 2 أيلول من العام 459 (69 عامًا)، ونُقل جثمانه إلى أنطاكية.
اجتُرحت المعجزات بشفاعته، وأصبح عموده مزارًا شهيرًا حيث بنى الرهبان ديرًا وكنيسة كبيرة.
تحتفل الكنيسة بعيده في 24 أيّار من كل عام، ويُعرف بالقديس سمعان العمودي الكبير، تلميذ مار مارون.