د. سامية خليفة
«طوبى لفاعلي السلام، فإنّهم أبناء الله يُدعون» (مت 5: 9).
من منا لا يريد السلام. من منا لا يطالب به ويصلّي من أجله؟
لكن عن أيّ سلام نبحث؟ وأين نبحث عنه؟
هل عرفناه؟ هل جالسناه؟ هل تذوّقناه في الماضي والآن نشتاق إلى نكهته؟
يخال لي أنّنا لو فهمنا السلام لكنّا أدركناه منذ زمن بعيد وعشنا به ومعه!
صوت المعلّم يقول: «طوبى لفاعلي السلام…».
عن أيّ سلام يتكلّم الربّ يسوع؟ أهو نفسه السلام الذي يعطينا إيّاه… ذاك المختلف عن سلام العالم؟!
طوال حياتي، جذبتني هذه الآية، وشعرت بأنّها تدخل كياني…
وفي قلبي حيث عرش الربّ، سمعت السلام يخاطبني:
الأمم تبحث عن السلام لأنّها لا تريد الحرب…
العائلة تبحث عن السلام لأنّها تريد الوفاق…
النفس تبحث عن السلام لتتذوّقه في رقادها…
الجميع يبحثون عن السلام بطريقتهم الخاصة ومفهومهم الفريد…
والقديسون يحيون السلام ويصنعونه!
فقلت: «يا ربّ، استعملني لسلامك».
وأكملت مع القديس فرنسيس الأسيزي: «فأضع الحبّ حيث البغض، والمغفرة حيث الإساءة، والاتفاق حيث الخلاف، والحقيقة حيث الضلال، والإيمان حيث الشك، والرجاء حيث اليأس، والنور حيث الظلمة، والفرح حيث الكآبة… يا ربّ، استعملني لسلامك!».