أسرة تحرير «قلم غار»
تحت شعار «للخدمة»، يزور البابا فرنسيس بلجيكا ولوكسمبورغ من 26 لغاية 29 أيلول 2024. تهدف رحلة البابا الرسوليّة الـ46 إلى دعم المجتمعات الكاثوليكيّة وتعزيز السلام في حين تشهد أوروبا توترات قد تقودها نحو صراعات جديدة. كما أنّ زيارته ستسلّط الضوء على الهجرة وأزمة المناخ ومستقبل الشباب، فضلًا عن أهمّية التعليم المسيحي ودوره في المجتمعات الأوروبيّة.
ما أبرز محطات الحبر الأعظم في لوكسمبورغ؟
استهل البابا فرنسيس اليوم زيارته لوكسمبورغ بلقائه الدوق الأكبر هنري في مقرّه، وتلاه لقاء مع رئيس الوزراء لوك فريدين. من ثم، التقى ممثّلين عن السلطات السياسيّة والسلك الدبلوماسي والمجتمع المدني في المبنى التاريخي في وسط المدينة المعروف باسم «سيركل سيتيه».
واعتبر الأب الأقدس في كلمته أنّ لوكسمبورغ استخلصت العبر من تاريخها وتميّزت بالتزامها في بناء أوروبا موحّدة ومتضامنة، متخطّية الانقسامات والصراعات والحروب الناجمة عن القوميّات والأيديولوجيّات الضارّة.
وتوقّف البابا عند البنية الديمقراطيّة المتينة للوكسمبورغ، والمبنيّة على كرامة الإنسان والدفاع عن حرّياته الأساسيّة، مشيرًا إلى أنّها ركيزة لدور البلاد المهمّ في القارة الأوروبيّة.
لم تخلُ كلمة الأب الأقدس من استذكار كلمات القديس البابا يوحنا بولس الثاني عندما زار لوكسمبورغ عام 1985، وشدّد على ضرورة أن يبقى البلد أمينًا لدعوته بأن يكون مكانًا للتبادل والتعاون المكثّف بين عدد متزايد من البلدان. وجدّد نداءه من أجل إقامة علاقات تضامن بين الشعوب ليتمكن الجميع من أن يصبحوا مشاركين وعاملين في مشروع منظم لتنمية متكاملة.
في هذا السياق، تطرّق البابا إلى الحديث عن التعليم الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكيّة الذي يتناول هذه الميزات، لافتًا إلى أنّه أضاف إليه الاهتمام بالخليقة والأخوّة. وطالب بعدم إهمال الدول الفقيرة وبمساعدتها على التعافي من ظروف الفقر.
وذكّر الأب الأقدس بأنّ إنجيل يسوع المسيح وحده قادر على تغيير النفس البشريّة، وجعلها قادرة على صنع الخير، وإطفاء الكراهية وتحقيق المصالحة.
واعتبر أنّ ثمّة حاجة ملحّة اليوم لكي يجري أصحاب السلطة مفاوضات صادقة بهدف حلّ النزاعات.
وختم كلمته متوقفًا عند شعار زيارته الذي يشير إلى رسالة الكنيسة التي أرسلها الربّ إلى العالم، مشدّدًا على أنّ الخدمة هي أسمى لقب شرف يُعطى للإنسان، وأسلوب يجب اتّباعه.
إلى ذلك، التقى البابا فرنسيس الجماعة الكاثوليكيّة عصرًا في كاتدرائيّة نوتردام، مسلّطًا الضوء على شعار زيارته «للخدمة».
وقال في كلمته إنّ التعزية والخدمة هما جانبان أساسيّان للمحبّة التي أعطانا إيّاها يسوع، وأوكلها إلينا كرسالة، ودلّنا عليها كالطريق الوحيد للفرح الكامل. واستنتج: «لذلك، سنطلب من أمّ الله، في صلاة افتتاح السنة المريميّة، أن تساعدنا لنكون مرسلين، مستعدين للشهادة لفرح الإنجيل، وأن تجعل قلوبنا مثل قلبها لنضع أنفسنا في خدمة إخوتنا».
وتأمّل الأب الأقدس في الخدمة والرسالة والفرح، مؤكدًا أنّ المحبّة تدفعنا إلى إعلان الإنجيل من خلال الانفتاح على الآخرين، وأنّ تحدّي الإعلان يجعلنا ننمو كجماعة، ويساعدنا لنتغلّب على الخوف من اتّباع طرق جديدة، ويدفعنا إلى الترحيب بإسهام الجميع.
وختم الحبر الأعظم كلمته، قائلًا إنّ الرسالة التي يوكلها إلينا الربّ جميلة، وتتمثّل في التعزية والخدمة على مثال مريم وبمعونتها.
تجدر الإشارة إلى أنّ البابا فرنسيس اختتم مساء اليوم زيارته لوكسمبورغ، ووصل إلى بلجيكا مستهلًّا زيارته البلاد المستمرة حتى 29 أيلول الحالي.