أسرة تحرير «قلم غار»
ضمن رحلته الرسوليّة إلى آسيا وأوقيانوسيا، اختتم البابا فرنسيس اليوم زيارته تيمور الشرقيّة الممتدّة من 9 حتى 11 أيلول 2024، ووصل إلى سنغافورة ليستهل زيارته البلاد. ما أبرز محطات الحبر الأعظم في تيمور الشرقيّة؟
الحرّية والالتزام والأخوّة
اختتم البابا فرنسيس اليوم زيارته الرسوليّة لتيمور الشرقيّة بلقاء الشباب في مركز المؤتمرات في ديلي، داعيًا إيّاهم إلى أن يكونوا مسؤولين وأبطالًا أحرارًا من أجل بناء مستقبل بلادهم.
ووجّه إليهم نصيحتين: «أحدِثوا فوضى واحترموا كبار السنّ!».
في كلمته، أشار البابا إلى أنّ الشباب يشكّلون أغلبيّة سكان تيمور الشرقيّة البالغ عددهم 1.4 مليون نسمة، بينهم أكثر من 95% كاثوليك، وأشاد بحماستهم في عيش الإيمان.
وتحدّث البابا عن القيم الثلاث «الحرّية والالتزام والأخوّة». ورأى وجوب أن يتذكّر الشباب المعنى الحقيقي للحرّية والهدف منها، موضحًا أنّها تعني احترام الآخرين والاعتناء ببيتنا المشترك.
وقال للشبيبة: «أنتم، في هذا البلد المبتسم، لديكم تاريخ رائع من البطولة والإيمان والشهادة، وفوق كل شيء، الإيمان والمصالحة»، داعيًا إلى تذكُّر المثال الذي قدّمه يسوع في الغفران.
سرّ الفقراء
في 10 أيلول الحالي، استهل البابا فرنسيس يومه الثاني من زيارته الرسوليّة تيمور الشرقيّة بلقائه الأطفال والقاصرين ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تعتني بهم مدرسة «إرماس ألما»، في ديلي.
وتحدّث في كلمته عن المحبّة إزاء المحتاجين والمتألمين، مذكّرًا بدعوة يسوع «تعالوا إليَّ» المتعلّقة بالاعتناء به من خلال رعاية الجائعين والعطاش والمرضى والسجناء. وسمّى هذه الأفعال سرّ الفقراء؛ محبّة تُشجّع وتبني وتقوّي.
رائحة المسيح الطيّبة
وجوب الحفاظ على رائحة المسيح والإنجيل الطيّبة ونشرها أبرز ما تمحورت حوله كلمة البابا فرنسيس في خلال لقائه الأساقفة والكهنة والشمامسة والمكرّسين والمكرّسات والإكليريكيين وأساتذة التعليم المسيحي في كاتدرائيّة سيّدة الحبل بلا دنس في ديلي.
وقال الأب الأقدس للحضور إنّ بلدهم المتجذّر في تاريخٍ مسيحي طويل يحتاج إلى انطلاقة متجدّدة للبشارة كي يصل عطر الإنجيل إلى الجميع. وشدّد على أنّ الكتاب المقدّس يستطيع تغيير الواقع المظلم وخلق مجتمع جديد.
الانفتاح على المحبّة
إلى ذلك، اختتم الحبر الأعظم يومه الثاني من رحلته إلى تيمور الشرقيّة بترؤسه قداسًا احتفاليًّا في ساحة «تاسي تولو» في ديلي بحضور حوالى 600 ألف شخص.
وفي عظته، دعا الأب الأقدس إلى الانفتاح على محبّة الآب والسماح له بأن يصقلنا ليشفي جراحنا ويحلّ خلافاتنا وينظّم حياتنا.
وطلب من المؤمنين الصلاة من أجل أن يعكسوا في العالم النور القوي والحنون لإله المحبّة الذي «يقيم الفقير من الأقذار ليُجلسه مع العظماء» (مز 113: 7-8).
الألم يستحيل فرحًا
في 9 أيلول الحالي، التقى البابا فرنسيس رئيس جمهوريّة تيمور الشرقيّة راموس هورتا وممثّلين عن السلطات السياسيّة والسلك الدبلوماسي والمجتمع المدني في القصر الرئاسي في ديلي، عاصمة البلاد.
وتناول في كلمته وصول المسيحيّة إلى تيمور الشرقيّة على يد مرسلين أوروبيين ليشهدوا لدعوتهم العالميّة والقدرة على التوفيق بين الثقافات المتنوّعة.
وذكّر بأنّ البلاد عاشت بين عامَي 1978 و2002 سنوات صعبة جدًّا، لكنها عرفت أن تبدأ نهضتها، وتجد طريق السلام والانفتاح على مرحلة جديدة.
وأشاد الأب الأقدس بالتزام المؤمنين الدؤوب في تحقيق المصالحة الكاملة مع إخوتهم في إندونيسيا، لافتًا إلى أنّ هذا الموقف وجد ينبوعه الأوّل والأنقى في تعاليم الإنجيل، فثابر المؤمنون على عيش الرجاء حتى في الضيق، وبفضل طبيعة الشعب وإيمانه، تحوّل الألم إلى فرح.
وسأل الله أن تسود الرغبة في السلام في حالات الصراع الأخرى في مختلف أنحاء العالم لأنّ الوحدة أسمى من الصراع، وسلام الوحدة يتفوّق عليه.
واستنتج أنّنا «بحاجة إلى تنقية الذاكرة لشفاء الجراح، ومحاربة الكراهية مع المصالحة، والمواجهة مع التعاون».
وحضّ الجميع على الاستمرار بثقة متجدّدة في بناء مؤسسات الجمهوريّة وتعزيزها بحكمة، متمنّيًا أن يلهم الإيمان حاضر المواطنين ومستقبلهم بحسب الإنجيل.
تجدر الإشارة إلى أنّ سنغافورة، حيث سيقضي الحبر الأعظم ثلاثة أيّام، هي الوجهة الرابعة والأخيرة من الزيارة البابويّة الرسوليّة لآسيا وأوقيانوسيا، قبل عودته إلى روما.