أسرة تحرير «قلم غار»
في إطار رحلته الرسوليّة الأطول في حبريّته، والمستمرة من 2 لغاية 13 أيلول 2024، شاملةً 4 وجهات في جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا، اختتم البابا فرنسيس اليوم زيارته بابوا غينيا الجديدة الممتدّة من 6 حتى 9 أيلول 2024، ووصل إلى تيمور الشرقيّة ليستهل زيارته البلاد. ما أهمّ محطات الحبر الأعظم في بابوا غينيا الجديدة؟
التناغم والعناق الأخوي
اختتم البابا فرنسيس اليوم زيارته الرسوليّة لبابوا غينيا الجديدة بلقاء الشبيبة في ملعب «سير جون غيز» في بورت مورسبي، عاصمة البلاد، داعيًا إلى اختيار التناغم والابتعاد عن الانقسام.
واعتبر في كلمته أنّ اللغة التي تعزّز الصداقة، وتحطّم جدران الانقسام، وتفتح الدرب للدخول في عناق أخوي تتمثّل في الحبّ إذ إنّه الوحيد القادر على المساعدة لجعل الجميع متّحدين، وسط اللغات المتعدّدة.
الانفتاح على الله والإخوة
كما ترأس الأب الأقدس يوم الأحد في 8 أيلول الحالي قداسًا إلهيًّا في ملعب «سير جون غيز» في بورت مورسبي بحضور حوالى 35 ألف شخص، مسلّطًا الضوء في عظته على أهمّية الانفتاح على الله والإخوة والإنجيل.
وشدّد على أنّ الصمم الداخلي وصمت القلب يبعداننا عن فرح العيش، موضحًا: «الله يريد أن يُبيِّن لنا بابنه قبل كل شيء أنّ يسوع هو الله القريب والرؤوف الذي يعتني بحياتنا، ويتجاوز كل المسافات».
«لا لإعادة التسلّح!»
في ختام الذبيحة الإلهيّة، قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي، وجّه البابا كلمة إلى المؤمنين، قائلًا: «لا لإعادة التسلّح واستغلال البيت المشترك! نعم للقاء بين الشعوب والثقافات، ونعم لانسجام الإنسان مع المخلوقات! أيتها العذراء مريم سيّدة المعونة، وملكة السلام، ساعدينا لكي نرتدّ بحسب مخطّطات الله التي هي خطط سلام وعدل من أجل العائلة البشريّة الكبيرة!».
جمال المحبّة
كذلك، التقى الأب الأقدس المؤمنين في ساحة كاتدرائيّة الصليب المقدّس في أبرشيّة فانيمو، مشدّدًا في كلمته على أنّ المحبّة أقوى من كل شيء وأنّ جمالها قادر على شفاء العالم لأنّ جذورها مرتبطة بالله.
وشجّع البابا الجميع على زيادة جمال هذه الأرض السعيدة بحضورهم ككنيسة مفعمة بالمحبّة.
دعوات للسلطة ودعم للكاثوليك
في 7 أيلول الحالي، أجرى الحبر الأعظم سلسلة لقاءات في بورت مورسبي، عاصمة بابوا غينيا الجديدة، معربًا عن سعادته بزيارة البلاد. ودعا إلى الابتعاد عن أعمال العنف والتحلّي بروح المسؤوليّة.
التقى الأب الأقدس الحاكم العام للبلاد السير بوب بوفنغ في القصر الحكومي. من ثم، انتقل إلى مركز المؤتمرات حيث كان له لقاء مع ممثّلين عن السلطات السياسيّة والسلك الدبلوماسي والمجتمع المدني.
في خطابٍ مسهب وجّهه إلى الحاضرين، تحدّث البابا عن الثراء الثقافي والإنساني للبلاد، معتبرًا أنّ هذا التنوّع يشكّل تحدّيًا للروح القدس الذي يصنع الانسجام والتناغم وسط الاختلافات.
وشدّد الأب الأقدس على أنّ هذا الثراء البيئي والثقافي الذي تتمتّع به بابوا غينيا الجديدة تترتب عليه مسؤوليّات كبيرة لأنّه يُلزِم السلطات والمواطنين باستثمار الموارد الطبيعيّة والبشريّة بطريقة تؤدّي إلى تنمية مستدامة وعادلة.
واعتبر أنّ الشرط الضروري لبلوغ هذه الأهداف هو استقرار المؤسسات وتعزيز دورها وتحقيق إجماع حول الخيارات الأساسيّة.
ورأى وجوب وضع حدّ لأعمال العنف القبليّة التي تسبّبت بسقوط الكثير من الضحايا، مناشدًا الجميع أن يتحلّوا بروح المسؤوليّة لإيقاف دوامة العنف، وأن يسلكوا بحزم الطريق الذي يؤدّي إلى تعاون مثمر لصالح جميع أبناء البلاد.
وأكد أنّه جاء ليشجّع المؤمنين الكاثوليك على مواصلة مسيرتهم وتثبيتهم في الإيمان ومشاركة أفراحهم وصعابهم.
شجاعة البدء
في اليوم عينه، التقى البابا فرنسيس أيضًا أساقفة بابوا غينا الجديدة وجزر سليمان وكهنة وشمامسة ومكرّسين ومكرّسات وإكليريكيين وأساتذة التعليم المسيحي في مزار مريم العذراء سيّدة المعونة في ضواحي العاصمة بورت مورسبي.
وتمحورت كلمته حول شجاعة البدء وجمال الوجود ورجاء النموّ.
عطايا إلهيّة
من ثمّ، استهل الحبر الأعظم التزاماته بعد الظهر في بورت مورسبي بلقاء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والفقراء والمشرّدين الذين تساعدهم منظّمتا «خدمة الشارع» و«خدمات كالان»، في مدرسة كاريتاس الثانويّة الفنّية.
وأكد البابا في كلمةٍ وجّهها إلى الأطفال أنّهم فريدون أمام الله، وأنّ لديهم دورًا ورسالة، وأنّ هذا الأمر يعطي السلام والفرح للجميع.
وشدّد على أهمّية الحبّ في الحياة، معتبرًا أن «لا أحد منا يشكل عبئًا، بل نحن جميعًا عطايا جميلة من الله، وكنز لبعضنا البعض!».
يُذكر أنّ البابا فرنسيس قد وصل إلى بابوا غينيا الجديدة في 6 أيلول الحالي، وأنهى زيارته البلاد بعد 3 أيّام أمضاها فيها، متوجّهًا إلى تيمور الشرقيّة، الوجهة الثالثة من رحلته الرسوليّة.