أسرة تحرير «قلم غار»
«إيمان وأخوّة ورحمة» شعارٌ اختاره البابا فرنسيس لزيارته الرسوليّة الأطول في حبريّته، والمستمرة من 2 حتى 13 أيلول 2024، شاملةً 4 جهات في جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا، وهي إندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقيّة وسنغافورة. ما أبرز محطات الحبر الأعظم في إندونيسيا، الدولة ذات الأغلبيّة المسلمة؟

الحوار ونشر أريج الرجاء
ترأس البابا فرنسيس اليوم قداسًا إلهيًّا في ملعب كرة القدم الوطني في جاكرتا بحضور أكثر من 100 ألف شخص، داعيًا المؤمنين إلى زرع المحبّة والسير بثقة على درب الحوار وبناء الوحدة وحضارة السلام لينشروا أريج الرجاء، «رجاء الإنجيل الذي لا يخيّب».

لقاء بين الأديان
إلى ذلك، شارك البابا فرنسيس في لقاء بين الأديان عُقِدَ صباح اليوم في مسجد الاستقلال في جاكرتا، مشدّدًا على ضرورة أن تكون القيم المشتركة مرجعًا من أجل مجتمعات أكثر أخوّة وسلامًا.
وتوقف الأب الأقدس في كلمته عند تشييد «نفق الصداقة» الذي يربط بين مسجد الاستقلال وكاتدرائيّة سيّدة الانتقال، واصفًا إيّاه بعلامة بَيِّنَة تُمَكِّنُ مكانَي العبادة من أن يكونا واحدًا أمام الآخر ومتّصلًا به.
وشجّع البابا على مواصلة السير في هذا الطريق من أجل الإسهام في بناء مجتمعات منفتحة تقوم على المحبّة والاحترام المتبادلَيْن وقادرة على عزل التشدّد والأصوليّة والتطرّف، مركّزًا على أهمّية الغوص في الأعماق والاهتمام بالروابط.

وكان البابا فرنسيس قد وقّع مع الإمام الأكبر نصر الدين عمر في مسجد الاستقلال إعلانًا مشتركًا بعنوان «تعزيز التناغم الديني من أجل خير البشريّة»، وزار «نفق الصداقة» الذي يربط بين المسجد وكاتدرائيّة سيّدة الانتقال الموجودة في الجهة المقابلة.

النجوم الصغيرة
كما التقى الحبر الأعظم اليوم أيضًا، في المقرّ الجديد لمجلس أساقفة إندونيسيا، حوالى 100 شخص من المرضى وأصحاب الهمم والفقراء الذين تساعدهم منظمات خيريّة، واصفًا إيّاهم في كلمته بـ«النجوم الصغيرة المنيرة في سماء هذا الأرخبيل».

الاتحاد في التنوّع
كذلك، التقى الأب الأقدس في 4 أيلول الحالي في القصر الجمهوري في عاصمة البلاد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو وممثّلين عن السلطات السياسيّة والسلك الدبلوماسي والمجتمع المدني.
وتناول الأب الأقدس في كلمته أهمّية الاتحاد في التنوّع، معربًا عن رغبة الكنيسة الكاثوليكيّة في تعزيز الحوار بين الأديان من أجل القضاء على الأحكام المسبقة وترسيخ مناخ الاحترام والثقة المتبادلَيْن.

الإيمان والأخوّة والرحمة
في اليوم عينه، اجتمع البابا فرنسيس مع الأساقفة والكهنة والمكرّسين والإكليركيين وأساتذة التعليم المسيحي في كاتدرائيّة سيّدة الانتقال في جاكرتا، مشجّعًا إيّاهم في كلمته على مواصلة رسالتهم بقوّة الإيمان، والانفتاح على الجميع بروح الأخوّة، والقرب منهم بالرحمة.

السلام والتناغم والإصغاء
التناغم والسلام والقدرة على الإصغاء والنقاش شكّلت محاور الكلمة التي وجّهها البابا فرنسيس إلى شباب حركة «سكولاس أكورنتس» في خلال افتتاح مقرّها في جاكرتا في ختام يوم 4 أيلول الحالي.
وشدّد الأب الأقدس على أنّ الحرب دومًا هزيمة، متوقفًا عند زيارته إندونيسيا باعتبارها علامة لكون الاختلاف جمالًا.

تجدر الإشارة إلى أنّ البابا فرنسيس بدأ الاثنين الماضي زيارته الرسوليّة لآسيا وأوقيانيا، والتي تُعدّ الأطول للأب الأقدس حيث تستمر حتى 13 أيلول الحالي.