الإكسرخوس الرسولي فادي بو شبل
في وجهكِ بسمة ربيعيّة، وفي حضوركِ خجلٌ بنفسجي، وفي كلامكِ عطرٌ ورديّ، وفي صلاتكِ إيمانٌ مريميّ، وأمّا في خدمتكِ فتواضعٌ سيّدي.
في عجلتون العزيزة، كانت لقاءاتنا، ولا سيّما في أسابيع الآلام التي وعظت فيها في رعيّة مار زخيا العزيزة.
معًا صلّينا وتشاركنا، وفي منزلك تحدّثنا عن يسوع وكنيسته، بجوٍّ من الأخوّة والإيمان…
هناك تنشّقتُ عطر يسوع الطيّب من خلال الإصغاء إليكِ…
هناك رأيتُ جمال صمت مريم في تصرّفاتكِ…
هناك اكتشفتُ لؤلؤة ثمينة وهبها يسوع لكنيسته… امرأة عاملة، ذكيّة، خادمة، نشيطة، معطاءة، فرحة، علمانيّة ملتزمة بتعاليم الإنجيل المقدّس…
هناك فهمتُ بطريقة مميّزة تلك العلاقة التي كانت تربط الربّ يسوع بمرتا ومريم…
هناك شكرتُ الربّ على ما أنتِ عليه، وعلى ما وهبنا من خلالكِ…
تلقّيتُ خبر عودتكِ إلى بيت الآب السماويّ، ولأوّل وهلة شعرتُ بصدمة الحدث، خاصّة وأنّني منذ فترة لم ألتقيكِ ولم أعرف شيئًا عن صحّتكِ… عندئذٍ، بدأت أتصفّح الفيسبوك، وإذا بأجمل الكلمات تعبّر عن جمال روحكِ، وعظمة إنسانيّتكِ، فما كان عليّ إلّا أن أحني رأسي أمام الإرادة الإلهيّة شاكرًا… وتلفّظتُ بصلاة قلبيّة حارة، وفتحتُ عين الإيمان لأراكِ صاعدة نحو من أحببتِ، وخدمتِ وشهدتِ في حياتكِ…
تركتُ عيني الداخليّة تُحدّق إلى بهاء العريس السماويّ، يسوع المسيح الذي بنوره ينير دربكِ لتصلّي إليه…
هناك رأيتُ العذراء الحبيبة ملكة السلام تنتظركِ وهي تتلألأ بجمالها البتوليّ، وإلى جانبها مار زخيا، والقدّيسة تريزيا الطفل يسوع، والقدّيس يوحنّا بولس الثاني الذين أحببتهم، ليقودوا خطاكِ إلى عرش الحمل…
ريما، لقد أقرضتِ يسوع من خلال مساعدتكِ للفقراء والمحتاجين، عن طريق جمعيّة يد الرحمة، وجمعيّة سيّدات المعونة وغيرهما… لا شكّ أنه سيخرج إلى لقائكِ ليشكركِ ويكلّلكِ بمجدٍ لا يزول، وفرح لا ينتهي…
ريما، اذكريني مع من أحببناكِ أمام عرش الإله المحبّ للبشر…
المسيح قام، لكِ الراحة، ولمحبّيكِ العزاء المسيحيّ.