غيتا مارون
المكرّم البطريرك إسطفان الدويهي هو رائد الإصلاح الليتورجي في الكنيسة المارونيّة، المعروف بتعلّقه بمريم العذراء وتعبّده للقربان المقدّس ومواظبته على الصلاة ومحبّته للفقراء.
في العام 1982، انطلقت دعوى إعلان قداسة الدويهي إثر موافقة المجمع البطريركي على دراسة إمكان إدخال ملفّه إلى الدوائر المختصّة في روما، وبدأ البحث فيها على الصعيد الأبرشي في العام 2000، وصدرت الموافقة على قبولها بعد عامين.
ثمّ أُعْلِنَ البطريرك الدويهي مكرّمًا في 3 تمّوز 2008، وبدأت بعد حوالى عشر سنوات المرحلة الثانية التي تُسمّى «دعوى العجائب»، استعدادًا لإعلان تطويبه.
في 30 آذار 2023، وافقت لجنة الأطبّاء المكلّفة من مجمع القديسين في الفاتيكان بالإجماع على اعتبار الشفاء الذي حصل مع روزيت الدويهي كرم بشفاعة المكرّم البطريرك إسطفان الدويهي أعجوبة.

ما تفاصيل المعجزة المثبتة؟
روزيت الدويهي كرم، من مواليد عام 1958، أمّ لثلاثة أولاد، تخبر «قلم غار» عن تفاصيل المعجزة التي استندت الكنيسة الكاثوليكيّة إليها لإعلان الدويهي طوباويًّا في الصيف المقبل:
«في العام 2010، بدأت أشعر بتصلّب مؤلم جدًّا في رقبتي. قصدت الكثير من الأطبّاء في الشمال وبيروت، وخضعت للفحوص والعلاجات.
ساء وضعي الصحّي، وفقدت القدرة على الحركة، وزاد التورّم في جسمي إلى درجة وصلت إلى خطر الإصابة بالشلل.
تبيّن أنني مصابة بنوع من الروماتيزم لا يمكن الشفاء منه. أما الأدوية، فهي باهظة الثمن وغير متوفرة في لبنان.
في أحد الأيّام من صيف 2013، دعاني جيراني في إهدن إلى المشاركة في تلاوة المسبحة الورديّة.
بعد الصلاة، احتسيت فنجانًا من القهوة، وشعرت فجأة كأنّ ماءً ساخنة تدفّقت في شراييني.
عندئذٍ، أخبرتني جارتي تريز باتور أنها أضافت إلى القهوة ترابًا جلبته من أمام تمثال الدويهي.
نحن نقطن قربه، وأنا أكرّم الدويهي منذ سنّ العاشرة.
عندما أردت العودة إلى المنزل، وقعت أرضًا. ثمّ قمت بهدوء من مكاني… وركضت!
توجّهت إلى جوار نبع مار سركيس حيث تسكن أختي. تفاجَأَتْ بحضوري، وسألتني: من أتى بكِ إلى هنا؟ أجبتها: أتيتُ بمفردي! وأردفت: لقد حصلت معي أعجوبة بشفاعة البطريرك الدويهي!
من ثمّ، هرولت إلى تمثال الدويهي، ووضعت يديّ في التراب والأزهار قربه للتبرّك والشكر.
بعدئذٍ، خضعت لفحوص كثيرة أكدت شفائي التام.
بعد مرور أشهر عدّة، زارتنا اللجنة التي تدرس ملف قداسة البطريرك الدويهي، واستمعت إلى ما حصل معي. كما تلقّينا اتصالًا من الفاتيكان لمعرفة تفاصيل الأعجوبة».
وتختم روزيت مشاركة اختبارها عبر «قلم غار» بالقول: «أشكر المكرّم البطريرك إسطفان الدويهي لأنه تشفّع بي، فشُفيت كي أكمل المسيرة مع أولادي. يا للفرح العظيم الذي يغمر نفسي وقلوب أفراد عائلتي!».
تجدر الإشارة إلى أن البابا فرنسيس قد وافق في 14 من الشهر الحالي على المراسيم المتعلّقة بتطويب الدويهي والصادرة عن مجمع دعاوى القديسين، بعد لقائه الكاردينال مارتشيلو سيميرارو. وحُدِّدَ القداس الاحتفالي لإعلان تطويب الدويهي في 2 آب 2024.