تحتفل الكنيسة المارونيّة في 31 من تمّوز بتذكار شهداء رهبان مار مارون الذين كانوا شديدي التمسّك بالمعتقد الكاثوليكي، وفقًا لتعليم المجمع المسكوني الخلقيدوني الرابع المنعقد في العام 451.
بعد هذا المجمع، انقسمت سوريا بين مؤيّدين ومعارضين له، وكان دير مار مارون والأديرة التابعة له من مناصري المجمع.
في العام 517، كان البطريرك ساويروس قائدًا لأتباع “الطبيعة الواحدة”، بينما كان عدد من الرهبان الخاضعين لدير مار مارون ذاهبين لزيارة دير مار سمعان العمودي قرب حلب، وقد تصدّى لهم أتباع “الطبيعة الواحدة” على الطريق، وقتلوا منهم 350 شهيدًا.
وقد أرسل رئيس دير مار مارون ورؤساء الأديرة التابعة له رسالة إلى البابا هرميسدا ليخبروه بالأمر، فأجابهم البابا برسالة مؤرّخة في العام 518 يعزّيهم فيها ويحثّهم على مقاومة الاضطهاد بشجاعة.
وقد أثبت المؤرّخون حقيقة الاضطهاد الذي تعرّض له الموارنة، مشيرين بذلك إلى هؤلاء الرهبان الشهداء الـ350.
ومنذ القدم، تحتفل الكنيسة المارونيّة بهم كشهداء وشفعاء لها، وتشكّل هذه المناسبة جزءًا أساسيًّا من الذاكرة الجماعيّة للموارنة في لبنان والشرق لما تحمله من رمزيّة في معنى الصمود ومقاومة الاضطهاد والشهادة وبذل الذات في سبيل الإيمان بالله.