غيتا مارون
إلى سيادة راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة الموقّر المطران بولس عبد الساتر،
تحيّة وبعد،
أمّا وقد آلت الأمور إلى أسفل دركاتها، في بلد بات يفتقد أدنى مقوّمات العيش الكريم، أتوجّه إليك برسالة نابعة من القلب، وتحمل طلبًا ملحًّا!
أرجوك، أيها الراعي المحبوب، صاحب المواقف الجريئة التي تعبق بحبّ الوطن والإصلاح الحقيقي…
بعدما استنفدت محاولاتك ومناشداتك المتواصلة أهل الحكم البدء بالإصلاحات الضروريّة، وعدم استجابتهم لك، بل إكمال ما بدأوا به من تحويل مسار وطننا الحبيب إلى الدمار والانهيار الشامل، وعدم الإصغاء إلى دعوتك التي وجّهتها إليهم في أحد الرحمة الإلهيّة، قائلًا: “ارحموا الشعب اللبناني. اجعلوه في جوار قلبكم واحملوا همومه واعملوا ليلَ نهار لإنهاء الأزمة السياسيّة والاقتصاديّة.
تذكّروا مثل الغني الذي لم يرحم الفقير لعازر. تذكّروا ما آل إليه. تذكّروا كيف كان يتعذّب في جهنم. إنني أصلّي لأجلكم حتى لا تستغرقوا في الكبرياء والأنانية وحبّ التملّك والتسلّط حتى لا تُمضوا الأبديّة في نار لا تنطفئ”.
أرجوك سيّدي، توقّف عن الصلاة من أجلهم، فلا أمل في رجوعهم إلى أحضان الله، إن لم يتوبوا عن المعاصي التي ارتكبوها تجاه شعبهم، على الرغم من رحمة الربّ اللامتناهية!
أرجوك سيّدي، احمل عصاك الأبويّة وأبرحهم ضربًا!
نعم، أبرحهم ضربًا لعلّهم يُردعون عن نحرنا اليوميّ!
ادخل قصورهم المزيّفة، وبيوتهم الملوّثة بدماء الشهداء، واقلب ما حوت من جثث نتنة!
افعل كما فعل المسيح عندما قلب الموائد في الهيكل الذي حوّله التجّار إلى “مغارة لصوص”!
أرجوك! لا تصافح أرباب الفساد، ولا تحتضنهم كما فعل سواك!
الشعب اللبناني ينازع تحت نير الفساد والاحتكار ورفع الدعم عن الغذاء والمحروقات والدواء، وأعظمها الدواء!!!
كم نحن بحاجة إلى مطران أبيض، يذكّرنا بالبابا الأبيض، يهزّ عروشهم الواهية بضرباته لعلّهم يرتدّون عن ارتكاب الشرور!
أرجوك سيّدي! اطرد لصوص لبنان! إن جهنّم ستبقى مشرّعة أبوابها في انتظار وصولهم إلى الضفّة الأخرى ما داموا غارقين في تشويه صورة الله فيهم وفي وطنهم، البراء منهم!