إلى أمّي…
أعرف أنك قلقة عليّ!
حاولتِ الاتصال بي ولم أستطع الإجابة…
أعرف أنك تتّصلين بأصدقائي وتسألين عنّي من دون جدوى…
أراك تتنقّلين في المنزل في حين لا تهجر الصلوات شفتيك، ولا تبرح الدموع عينيك…
اعذريني يا أمّي… لم أقصد أن أشغل بالك عليّ…
لم أعتد الغياب عن البيت، لكنهم استدعوني، فلبّيت النداء…
أسرعت لأنقذ الناس من الخطر…
هناك فهمت أنني ورفاقي ضحايا الفساد والإجرام والإهمال…
كنت أسمع هدير الآليّات التي أرسلوها لإزالة الردم، وتمنّيت أن يعثروا علينا، ونعود إلى عائلتنا الحبيبة…
تمنّيت أن يرفعوا الركام عن أجسادنا ونهبّ إلى الحياة من جديد… لكنهم تخلّوا عنّا ورحلوا…
تملّكني الخوف، فرفعتُ صلاتي إلى الربّ كي ينقذنا…
كنت أشعر بالألم، والجوع، والعطش، والخوف، والشوق لأراكِ وأرتمي بين أحضانك…
لم أعد، يا أمّي الغالية، مطمورًا تحت التراب بل انتقلت إلى الحياة الأبديّة…
لا تبحثي عنّي تحت الأنقاض، بل ارفعي رأسك وانظري نحو السماء… هناك وجدتُ راحتي…
من هنا، أراكِ وأرسل تحيّاتي إليكِ… اذكريني في صلاتك، وتذكّري أن لك ملاكًا في السماء يتشفّع بك!