أسرة تحرير «قلم غار»
توجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم برسالة إلى المؤمنين لمناسبة إعلان تطويب البطريرك إسطفان الدويهي، حاضًّا أبناء الأبرشيّات على المشاركة في الاحتفال التاريخي الذي سيُقام في بكركي في 2 آب المقبل، وفي قدّاسي الشكر في 3 و4 آب المقبلين، وفق ما أفادت البطريركيّة المارونيّة.
كما دعا الراعي إلى إضاءة الشموع عشيّة إعلان تطويب الدويهي، الموافق عيد مولده، وإلى قرع أجراس الكنائس والأديار عند إعلان التطويب، علامة شكر لله على نعمه الغزيرة.
وجاء في رسالة الراعي ما يأتي:
إنّ كنيستنا المارونيّة على موعد مع إعلان تطويب البطريرك إسطفان الدويهي الإهدني، «منارة علم وقداسة». إنّه «منارة علم»، كما يظهر من مؤلفاته في كل الحقول: التاريخيّة، واللاهوتيّة، والليتورجيّة، وسواها. وإنّه أعظم بطريرك ماروني، لم يأتِ ولن يأتي نظيره، بشخصيّته العلميّة: الفلسفيّة واللاهوتيّة والطقسيّة والتاريخيّة، وبذكائه المتّقد منذ سنوات الدراسة وما بعدها. فكيف استطاع كتابة اثنتين وثلاثين مخطوطة، وهو في حركة دائمة بين قنّوبين ومار شليطا مقبس (غوسطا) ومجدل المعوش، يفتقد شعبه ويكرّس الكنائس، يعظ ويعلّم، ينظّم ويصحّح.
وهو «منارة قداسة»، وقد بانت منذ نعومة أظفاره، وفي مدرسة رومية بعمر 11 سنة، وفي سيرة حياته بدءًا من شفاء العذراء له من العمى المحتوم، وصولًا إلى ما تميّزت به حياته الكهنوتيّة والأسقفيّة من غيرة رسوليّة وعناية بتلقين الأطفال التعليم الديني، والاهتمام بالكبار في مختلف الرعايا، ولا سيّما في حلب. وظهرت قداسته في صبره واحتماله، في أيّام بطريركيّته التي اعتلى سدّتها بعمر أربعين سنة. فكثر حسّاده، وقاوموه، وحاولوا إفشاله، لكنه ظلّ متّحدًا بربّه بالصلاة والفضائل الإلهيّة والإنسانيّة، حتى عادوا وتحلّقوا من حوله، وقد بدت لهم شخصيّته الروحيّة المزيّنة بالفضائل والصفات المتنوّعة التي أغنته.
في هذه المناسبة، ندعوكم إلى حضّ أبناء أبرشيّاتكم وبناتها (الرعايا-الأخويّات-الجمعيّات-المنظّمات…) على المشاركة في احتفال إعلان المكرّم إسطفان الدويهي طوباويًّا الذي سيُقام في بكركي في 2 آب 2024 في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءً، وتوجد 13000 كرسي، وفي قداس الشكر في مسقط رأسه في إهدن السبت 3 آب 2024 في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً، وفي قداس الشكر في كرسي الديمان عند الساعة العاشرة صباح الأحد 4 آب.
كما ندعو إلى إضاءة الشموع مساء الأوّل من آب، عيد مولده على الأرض سنة 1630.
وندعو إلى قرع أجراس الكنائس والأديار عند إعلان التطويب أي مساء الثاني من آب علامة شكر لله على نعمه الغزيرة علينا.
ليكن حدث تطويب البطريرك العلامة إسطفان الدويهي الإهدني دعوة لنا جميعًا للعودة إلى الذات وإلى الله، ومناسبة يتلاقى فيها الموارنة حول كنيستهم التي أعطت ولا تزال القديسين والقديسات.
بارككم الله، بشفاعة الطوباوي العتيد، وإلى اللقاء في بكركي وإهدن والديمان لنشكر الله معًا بقلب واحد وفكر واحد، ولنصغِ إلى ما يقوله الروح القدس لكنيستنا المارونيّة من خلال هذا التطويب.