غيتا مارون
كانت الإعلاميّة “سيّدة عرب” تنتظر دورها في “طوابير الذلّ” لتزوّد سيّارتها بالوقود.
دامت رحلة الانتظار اليوميّة ساعات طويلة، تلك المأساة المتكرّرة التي تثقل كاهل الشعب المنكوب.
شعرت “سيّدة” بالعطش الشديد لكنها لم تجد أيّ مكان قريب لتبتاع الماء.
فجأة، اقتربت من نافذة سيّارتها شابة أعطتها قنّينة ماء مزيّنة بملصق، وقالت لها: الربّ معك!
أحسّت “سيّدة” بأن الله أرسل إليها الماء في الوقت المناسب، فصعقتها خطوة الشابة التي سارعت إلى القول إنها لا تريد ثمنها لكنها توزّعها من أجل نشر حضارة المحبّة، محاوِلَةً أن تخفّف من وطأة الحرّ على المواطنين، على الرغم من تكبّدها عناء المشي لأكثر من ربع ساعة كي توصل المياه إلى أصحاب السيّارات الأخرى.
حدّقت “سيّدة” بالملصق، فقرأت الآية الآتية: “خاطبهم يسوع قائلًا: أنا هو نور العالم. من يتبعني لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يو 8: 12)”، وأيقنت أن الربّ يكلّم أبناءه بشتّى الطرق، ويؤكد أنه حاضر معهم في كل الظروف، وصديق دائم ينير ظلام الأيّام إلى الأبد.