غيتا مارون
رالف طاويتيان، 30 عامًا، معدّ ومقدّم برامج ومراسل في تيلي لوميار ونورسات، في رصيده 18 عامًا من العمل الإعلامي، وحائز إجازة في الأدب الفرنسي، ودراسات عليا في الإعلام وفنّ الإعلان، وطالب دكتوراه في التواصل، يخبر “قلم غار” عن مسيرة مفعمة بالنعم الإلهيّة.
قلب ينبض بين المسرح والشاشة
“بدايةً، جذبني مسرح الأطفال، ولا سيّما مسرح الكاتبة جيزال هاشم زرد التي أخبرتها عن عشقي لمسرحها، فدعتني إلى مشاهدة إحدى مسرحيّاتها، ووجّهتني وأعطتني المفتاح لمعرفة هذا الفنّ الرائع الذي لطالما سحر قلبي”، يقول رالف.
“من ثمّ، بدأت رحلتي في الإعلام في تيلي لوميار حيث تعرّفت إلى ريتا عودة وشاركت في برنامج “آلو ريتا”، واستمررت مع فريق البرنامج لسنوات عدّة.
في 2010، دعاني الأخ نور إلى المشاركة في التيليتون، وتلاها الإعداد لبرامج شبابيّة إلى أن وصلنا إلى اللقاءات العالميّة للشبيبة مع البابا في إسبانيا والبرازيل وبولندا، بمرافقة المونسنيور العزيز الراحل توفيق بو هدير الذي شجّعني منذ طفولتي إلى شبابي.
وبدأت مشاركتي في البرامج الصباحيّة التي اهتممت بتقديمها بطريقة جديدة، وما زلت أقدّمها حتى الساعة”.
هكذا تجلّى حضور الله في حياتي…
ويتابع رالف: “عانيت من تداعيات انفصال والديّ، لكن حضور الله تجلّى في طفولتي من خلال اهتمام أمّي بتربيتي.
للعناية الإلهيّة دور مهمّ في حياتي، وشدّدتني صلاتي، وقوّاني التزامي في الكنيسة. وثقت بأنني لن أعيش مرحلة أشدّ صعوبة من تلك التي عشتها.
اتّكلت على الربّ واعتمدت على ذاتي، ودعمتني والدتي لأتابع مسيرتي، وكان الله يوجّهني إلى الاتجاه الصحيح، ويفتح لي الأبواب التي اختارها لي.
كانت قراراتي موفّقة، ومسيرتي ناجحة، ولم أتأثر بآلام طفولتي.
أصلّي دائمًا وأحاور الربّ وأتّكل عليه. أشعر بأن الله يرسل إليّ إشارات من خلال الأصدقاء والأحداث ويكلّمني دائمًا.
لذلك، انطلقت من جديد في الوقت الذي كانت فيه والدتي الداعمة الأولى في مسيرتي الإيمانيّة.
محطّات عدّة أثّرت في طريقي: لقاءات الشبيبة مع البابا بنديكتوس السادس عشر والبابا فرنسيس، وإعلان تقديس البابا يوحنا بولس الثاني، والبركة البابويّة من البابا فرنسيس والتي قرّبتنا من قلب الآب، وزيارته الأخيرة العراق إذ تأثرت بثبات المسيحيين في الإيمان ونضالهم حتى الشهادة”.
“تشدّد وتشجّع”!
ويخبر رالف: “واجهت الصعوبات بالصلاة والاعتراف والتوبة. إن عدم اختبار السعادة بعد الوقوع في فخّ المغريات يعلّمنا تجنّبها.
للأسف، إن الوضع في لبنان يجعلك غير متّزن ويدفعك إلى التفكير في الهجرة.
لكنني أشعر بأن الله وضعني في لبنان لأعيش رسالتي في هذا البلد وأدعم المحيطين بي. “تشدّد وتشجّع” (يش 1: 9)؛ هذه الآية تتردّد في أعماقي، وأحسّ بأن دعوتنا تتجلّى في قوّتنا والتمسّك بأرضنا المقدّسة وكنيستنا”.
أشكره على نعمتي الكبرى
ويرفع رالف الشكر إلى الله قائلًا: “أحمده على أمّي. أنا محظيّ لأن والدتي نعمة كبيرة في حياتي؛ هي مؤمنة وصبورة وداعمة ومشجّعة ومصغية وصديقة تقبلني في كل حالاتي.
وأشكره على الأشخاص الذين التقيتهم في حياتي وتعلّمت منهم، والفرص التي منحني إيّاها”.