د. روي حرب
في زمن الصوم، تعالوا نصوم عن الفتنة والكراهية، فلا ننقل كلامًا مسيئًا ولا نسمعه، بل نصلّي ونسعى إلى عيش السلام والمحبّة.
تعالوا نصوم عن الحقد والجهل، فنتمسّك بالوصيّة الربّانية “أحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم”، ولا تحكموا على بعض بالنيّات بل بالأفعال.
تفهّموا بعضكم بعضًا، واغفروا لبعضكم بعضًا، فجُلَّ من لا يخطئ، ونحن خطأة…
تعالوا نصوم عن جوع المادة وجشع الروح، فنعطي مال قيصر لقيصر ومال الله لله، ولا نكتنز على هذه الفانية كنوزًا تزول بين ليلة وضحاها، بل لنخزّن المحبّة والتسامح ونظافة الكف.
تعالوا نصوم عن الأنانيّة والملذّات، وعن كلّ ما يلوّث النفس البشريّة المدعوّة إلى التشبّه بصورته تعالى.
تعالوا نتّفق أنّ وجودنا على الأرض هو جزء من منظومة وليس الحلقة الأقوى، فنتعاون ونتعاضد.
تعالوا نصوم عن الاستكبار والاستقواء بالآخر أو الماديّات أو السلاح.
تعالوا نستقوي بالله وكلمته وطيبتنا، فنكون رسل النور في عالم الظلام.
تعالوا نصوم عن التذاكي واستغباء الآخر، فكلّنا أذكياء لكن كلّ امرئ يتمتّع بخاصيّة تميّزه عن غيره.
تعالوا نجمع ميزاتنا في باقة ملوّنة ونقدّم انجازاتنا الحقيقيّة لا الوهميّة منها، إلى الخالق الذي يعرف أعمق ما في قلوبنا.
تعالوا نصوم عن الأنا التي كبّلتنا وقيّدتنا وحجّمتنا، فننطلق نحو آفاق رحبة.
تعالوا نتجدّد، ونتعلّم، ونغفر، ونحبّ.
لنصُم عن ماضينا ولتكن قيامة المسيح مستقبلًا جديدًا لنا ولبشريّتنا.