جويل كامل
في زمن الصوم وفي كلّ الأزمنة، نرى المؤمنين يبحثون عن كلام يشدّد إيمانهم، ونجد أنّ صفحات كثيرة من الفيسبوك ومنصّات التواصل الاجتماعي تحمل مهمّة نشر آيات من الإنجيل أو أقوال الآباء وسواها.
أتساءل أحيانًا إلى أيّ مدى تدخل هذه الأقوال في ذهن القارئ المتصفّح السريع للإنترنت بهدف التسلية.
كما أتساءل عن مدى استعداد الإنسان اليوم ليدخل في زبدة الموضوع الروحي، وينبش في عمق نفسه ويفحصها، ويستشفّ حاجاتها، ويبحث لها عن الغذاء النافع والعلاج الناجع.
ما أريد توضيحه أنّ النفس بحاجة إلى الغذاء مثل الجسد، لكنّ دفق المعلومات والمقولات من كلّ صوب قد لا ينفع.
أتساءل عن مدى استعداد الإنسان المعاصر إلى استيعاب ما يُطرَح أمامه…
في الحقيقة، تكمن المشكلة في استخدام هذه الأقوال ضدّ الآخرين أو تحويل كلام القدّيسين إلى مسدّس أهاجم به كلّ إنسان لا ينتمي إلى جماعتي!
لذلك، أدعو الإخوة المؤمنين إلى قراءة حياة القدّيسين، لا أقوالهم فحسب، وقراءة الإنجيل ودراسة تعاطي الربّ مع الإنسان المختلف؛ الوثنيّ، والرومانيّ، والعشّار والأبرص، وكلّ منبوذ.
المطلوب هو فحص الذات وعيوبها، وطلب رحمة الله والسلام مع الناس، كما قال الإنجيل: “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة” (لو 2: 14).