جان-دارك أبي ياغي
أطلقت اللجنة المُنظِّمة لدرب مار شربل، المنبثقة من جمعيّة درب السما، أعمال التأهيل الفنّية لدرب مار شربل، وهو أوّل وأطول مسار حج في لبنان، وذلك في دير مار مارون-عنّايا، في حضور وزير السياحة وليد نصّار ممثّلًا بجوزفين أبي غصن، وعدد من المسؤولين وكبار الشخصيّات الروحيّة والسياسيّة والاجتماعيّة.
تخلّلت الاحتفال كلمة للأب هادي محفوظ، الرئيس العام للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، وتلته كلمة لجمعيّة درب السما، وأخرى لجمعيّة درب الجبل اللبناني. من ثم، وُقِّعَ عقد التعاون بين درب السما وجمعيّة درب الجبل اللبناني.
وعُرِضَ وصفٌ لخطة التوجيه التنموي التفصيليّة للمرحلة الأولى التي تمتد من عنّايا إلى ميفوق حيث ستبدأ أعمال التأهيل في خلال الشهرين المقبلين.
تضمّن اللقاء قصّ الشريط في موقع النصب التذكاري عربون شكر لجميع المتبرّعين المساهمين في تنفيذ مشروع درب مار شربل.
مبادرة رائدة ومعايير عالميّة
إنّ هذا المشروع الرائد سيكون أوّل مسار حج طويل المسافة (130 كلم) في لبنان. تشبه محطاته مسيرة مار شربل على الأرض، ويمر بحوالى 42 قرية وسط المناظر الطبيعيّة الخضراء، بدءًا من دير مار أنطونيوس (قزحيا) وصولًا إلى مزار سيّدة لبنان (حريصا)، مرورًا بأهمّ محطة على هذا المسار، وهي دير مار مارون (عنّايا).
ستجعل هذه المبادرة الرائدة لبنان الذي أشار إليه القديس البابا يوحنا بولس الثاني تاريخيًّا باسم «الأرض المقدّسة» وجهةً رئيسة للحج الدولي.
صُمِّمَ درب مار شربل وفق معايير عالميّة بهدف جذب عشرات الآلاف من الحجّاج سنويًّا من مختلف الأصول والبلدان، وتعزيز النمو الاقتصادي والثقافي والروحي الفريد والمستدام إذ سيؤمّن هذا المشروع حوالى 500 وظيفة بدوام جزئي في خلال مرحلة التنفيذ، و60 فرصة عمل بدوام كامل مع انتهائه، بخاصة في المدن والقرى على طول الدرب.
إنّ الجهود المبذولة لجمع التبرّعات جارية على قدم وساق، وهي ضروريّة لنجاح درب مار شربل. لهذه الغاية، أُنشئت شبكة «حلقات العطاء» من أجل التبرّعات في كل أنحاء العالم، وتقضي بتنفيذ برنامج «تبنّي متر» من المتبرّعين الذين يرغبون في المشاركة من خلال التبرّع بقيمة 20 دولارًا أميركيًّا لرعاية متر واحد من الطريق.
الجدير بالذكر أنّه يُتوَقّع أن تنجز اللجنة المُنظِّمة إكمال درب مار شربل وتطويره مع حلول شهر أيّار من العام 2026، على أن يكون الافتتاح الرسمي في حزيران 2026.