المطران شارل مراد
ترافق أعيادنا واحتفالاتنا المسيحيّة عاداتٌ كثيرة ومتنوّعة، منها ما هو صادر عن التعليم الكنسي؛ ومنها ما هو من التراث والتقاليد الشعبيّة القديمة.
مع امتناع المسيحيين بشكل قاطع عن أكل اللحم والجبن في خلال الصوم الكبير، فقد جرت العادة منذ القدم أن تجتمع العائلة منذ ليلة الخميس ولثلاثة أيّام على المائدة، بغية أن يستنفد المؤمنون ما لديهم من مأكولات. كما يرتشفون المشروب ليس للسكر، بل كعربون للفرح والشركة بين الأهل المجتمعين في هذا اليوم.
في استعدادنا للصوم، نشرب خمرة المسيح رشفة تلو رشفة من نبيذ مَسَّ قبل أكثر من ألفي عام شفاه المصلوب، حين كان يتحضّر لوليمة موته وقيامته.
نحن نعيش في الذكرى، فلا تغيب أيضًا عن بالنا صلواتنا وموائدنا، في هذا الصوم الذي يسبق قيامة الربّ؛ ذكرى أمواتنا الذين انتقلوا إلى الحياة الأبديّة على رجاء القيامة. وقد خصّصت الكنيسة الأسبوع الذي يسبق أحد المرفع للصلاة من أجل راحة نفوس الموتى المؤمنين.
إنّ خميس السكارى ليس عيدًا مسيحيًّا بل هو عادة مسيحيّة، فيها ما يغني حياتنا: فما أجمل أن يجتمع الإخوة تحت سقفٍ واحد يتشاركون الطعام ويتذكّرون أمواتهم، ويتحضّرون للصوم المقدّس، فرحين برجاء القيامة.