شربل غانم
لم تفارقي ذاكرتي ذلك اليوم حينما خلبتِ قلبي بنظراتك المُشِعَّة بالحُبّ، فما وجدتُ نفسي إلا طالبًا زيارة ذخائرك.
كما لو أنّ أهل الأرض باتحادٍ مع أهل السماء اتحدوا لاستقبالك وسط تسابيح الملائكة؛ صلاتهم عابقة برائحة الورود، وناثروها يشعلون الشموع ليلًا نهارًا. منذ تلك الزيارة، بدأتُ معكِ المسيرة.
«أَيَّتُها الجالِسة في الجَنَّات، إِنَّ الأَصْحابَ يُصْغونَ فأَسمِعيني صَوتَكِ» (نش 8: 13).
عشتُ الحياة ولم يكن على شفتاي غير اسم تريزيا الطفل يسوع، صديقتي الحبيبة، ولَكَمْ تقتُ لأن يمسي اسمي «الكرملي» ولألتقي بأحد رهبان سيّدة جبل الكرمل لأنّني آمنت منذ ريعان الشباب وما زلت أؤمن بأنك تكلّميني من خلالهم.
يا لها من نعمة! أصلّي بانذهال مزمور 139، وأتأمّل… هو الربّ الذي اصطفاكِ حتى قبل أن أولد لتكوني شفيعتي ولكي تُنمِّي في نفسي فضيلة المحبّة تجاه الناس، فلوّنت حياتي بالقداسة.
بعد 20 عامًا، بدأتُ أصعد الجبل، والربّ أنعم عليّ برفقة إخوتي، رهبان سيّدة جبل الكرمل، وجهًا لوجه والصلاة معهم. رافقتنا نعمة طفولتي وثمارها صدى صمتي، علاقة محبّة عميقة ليسوع المصلوب المُعطَّر بورودك التي وهبني إيّاها الربّ بشفاعتك يا صديقتي الحبيبة.
في مسيرتي معكِ، أسمع تسابيحَ كرمليّة وألحانَ السماء تنقل بشرى الخلاص وترافق دربي، وحينما على قمّة جبل الكرمل مكثت، وفي محضر الربّ استقبلني كرملي، فتحدّثنا وصلّينا وتركت قلبي هناك. يقول الربّ: «حيث يكون كنزك يكون قلبك» (مت 6: 21). إنني في العالم وقلبي للكرمل ينتمي، وسأرتفع إلى حيث ترتاح نفسي وأتّحد مع الحبيب، وعلى حضنه أستريح. يسوع هو حياتي وفي محضره ولأجله سأعيش رسالتي.