سمر حنا سعاده
إنه العيد، ميلاد الطفل يسوع ابن الإنسان!
في بعض الأماكن المزدانة بالأضواء، قد نؤخذ بالمؤثرات البصريّة والسمعيّة. سلع المناسبة تقتحم المجمّعات التجاريّة… أغانٍ ميلاديّة تُبثّ في الشوارع، فتدغدغ عمق النفوس… إضاءات ملوّنة تعقد قرانها تأهّبًا للعب أدوار رئيسيّة في استعراض يُقدّم على خشبة العالم مرّة كلّ عام…
الطفل الذي وُلد في مغارة ووُضع في مذود، تجسّد ليعلّمنا التواضع، وأن للإنسان قيمة وجوديّة ليست في الملبس والمسكن.
ربّما، تنحرف هذه المناسبة عن غايتها، فتصبح منهجًا لجذب المتسوّقين. ولا أقول إن هذا خطأ رغم إقراري بانحراف المحتفين بالعيد وإغفالهم عن غاية الحدث ومعناه.
قد تلاقي مشاعر البعض استهتارًا ظاهرًا عبر أسلوب تسويق السلع، ولا أحد بغافل عن ذلك؛ إن إثارة الرغبة في امتلاك إحداها موجّهة، والطفل هو المعنيّ الأوّل في الموضوع، ولا أبالغ إن قلت إن مظاهر العيد تصبح مصدر قهر لدى العديد من الأطفال.
وبالطبع، نعلم بوجود أكثريّة أو لنسلّم بأنهم أقليّة تُثار أحلامهم وأمانيهم وحاجاتهم عبر الشاشات الصغيرة وعروض المحال لتخمد بعد انقضاء العيد، وبعدما نسيهم الأشيب الحبيب كما هي العادة رغم أنه قد مرّ مرارًا أمام منازلهم ورافقته أبصارهم ونادوه، فلم يسمع نداءهم…
في وطننا الذي يعاني فيه الأطفال من نقص في أبسط حاجاتهم، أتمنّى أن نعود إلى الغاية الأساسيّة لهذا العيد، وهي التواضع، والتسامح، والمحبّة، والعطاء.
أودّ أن أتلو تمنّيًا كما تُتلى الصلاة… يكفي أن تتخطّى أبصار المقتدرين وجوه أطفالهم، ويشاهدوا صغار العائلات المعوزة وما أكثرها…
بكلّ شيء نقدّمه لهم ولأطفالهم، نكون مسيحيين عن جدارة، مدركين الغاية الأساسيّة للميلاد، ونجسّد بذلك تعاليم طفل المغارة، فنعيّد واثقين بأننا قد نلنا رضا الله، مستقبلين العيد والعام الجديد بسعادة نابعة من إنساننا الجديد.