باسمة بو سرحال
اتّحادي مع سيّدي المسيح سرّ قوّتي، ودرب الكمال سرتُه بشغف ومن دون قيود. أنا ابنة الكنيسة وملفانتها. أنا القديسة تريزا الأفيليّة، وهذه قصّتي مع يسوع.
———————————————————-
انضمّ يوم 28 آذار 1515 إلى سجلّات الكنيسة الكاثوليكيّة التي دوّنت في رزنامتها ولادة القديسة تريزا في مدينة أفيلا الإسبانيّة، وقد ترعرعت في كنف عائلة مسيحيّة تقيّة مؤلّفة من تسعة أبناء وثلاث بنات.
من فتاة تحبّ الصلاة وتغمرها السعادة إلى صبيّة حزينة وباكية بعدما فقدت أمّها وهي في الثالثة عشرة من عمرها.
بعد فترة وجيزة، انقلبت حياتها رأسًا على عقب، وبدأت تريزا تبتعد شيئًا فشيئًا عن الكنيسة.
انتبه الوالد التقيّ للأمر، فما كان منه إلا أن أدخلها إلى مدرسة الراهبات الأغسطينيّات في دير «سيّدة النعم» للدراسة الداخلية حيث عادت تريزا إلى الصوم والصلاة والتأمّل. وهناك أيضًا، تراءى يسوع لها.
في حوالى العشرين من عمرها، دخلت دير التجسّد الكرملي في أفيلا للترهّب حيث اتّخذت اسم تريزا ليسوع. وكانت مثال الراهبة الملتزمة بتعاليم الكنيسة، تبذل كل ما في وسعها في سبيل الآخرين من دون تذمّر.
في خلال الصوم الكبير عام 1554، في سنّ التاسعة والثلاثين، تأثرت كثيرًا بتمثال «المسيح المثخن بالجراح».
عام 1566، كتبت تريزا «درب الكمال» الذي توجّهت به إلى الراهبات المبتدئات في دير القديس يوسف للراهبات الكرمليّات في أفيلا. وقد ارتكز الكتاب على الفضائل الإنجيليّة والصلاة.
تأثرت تريزا عميقًا بالقديس أغسطينوس، وأسّست مع القديس يوحنا الصليب عام 1568 أوّل دير للكرمليّات الحافيات في بلدة دورويلو القريبة من أفيلا.
عام 1580، نالت الموافقة من روما على تأسيس إقليم مستقل لأديرتها التي خضعت للإصلاح. وأسّست، إضافة إلى الدير في مسقط رأسها، 17 ديرًا.
ليل 15 تشرين الأوّل 1582، رقدت تريزا الأفيليّة على رجاء القيامة، بينما كانت عائدة إلى أفيلا، مردّدةً: «أموت كابنة الكنيسة. لقد آن الأوان الآن يا عريسي لنرى بعضنا».
طُوِّبَت تريزا عام 1614 على يد البابا بولس الخامس، ثم رفعها البابا غريغوريوس الخامس عشر إلى مرتبة القداسة عام 1622. وأعلنها البابا بولس السادس ملفانة الكنيسة عام 1970.
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة تريزا الأفيليّة في 15 تشرين الأوّل من كل عام، سائلةً شفاعتها كي تقودنا إلى الاتحاد العميق بالله وتمنحنا القوّة والثبات في الإيمان.
———————————————————-
أيتها القديسة تريزا الأفيليّة، غذّي في نفوسنا الفضائل التي تحلّيتِ بها، ومنها اللطف والصدق والتواضع والإصغاء إلى كلمة الله… أنتِ التي اعتبرتِ أنّ الحياة المسيحيّة هي علاقة شخصيّة مع يسوع تبلغ ذروتها في الاتحاد معه بالنعمة والمحبّة.