البابا فرنسيس
إن طبيعتنا البشريّة تجعلنا نحبّ بشكل عفوي ما هو صالح وجميل. وباسم المثال أو المودّة الكبيرة، يمكننا أن نكون أسخياء ونقوم بأعمال بطوليّة.
لكن محبّة الله تتجاوز هذه المعايير. المحبّة المسيحيّة تعانق غير المحبوب، وتقدّم المغفرة -كم صعبٌ علينا أن نغفر! وكم من المحبّة نحتاج لكي نغفر!- والمحبّة المسيحيّة تبارك اللاعنين. بينما نحن متعوّدون على أن نردّ على الإساءة بإساءة وعلى اللعنة بلعنة.
إنّها محبّة جريئة جدًّا لدرجة أنّها تبدو شبه مستحيلة، لكنّها الأمر الوحيد الذي سيبقى منّا. إنّها «الباب الضيّق» الذي نعبر منه للدخول إلى ملكوت الله لأنّنا في نهاية الحياة لن نُدان على أساس المحبّة العامّة، بل على أساس المحبّة المسيحيّة، المحبّة الحقيقيّة التي عشناها.
ويسوع يقول لنا هذه الجملة الجميلة جدًّا: «الحقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلَّمَا صَنَعْتُم شَيْئًا مِن ذَلِكَ لِواحِدٍ مِن إِخْوَتي هَؤُلاءِ الصِغَار، فَلِي قد صَنَعْتُمُوه» (متى 25: 40). هذه هي المحبّة الجميلة والكبيرة. استمرّوا وتشجّعوا!
المصدر: فاتيكان نيوز
مقتطفات من كلمة البابا فرنسيس في المقابلة العامّة الأسبوعيّة (15 أيّار 2024)