أسرة تحرير «قلم غار»
بعد 41 عامًا، وضع رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر الحجر الأساس لبناء كنيسة حيّ الرويسات في بلدة مجدليّا في قضاء عاليه على اسم القديسة تقلا، أولى الشهيدات وشفيعة الرعيّة التي احتفل أبناؤها معه بالقداس الإلهي، رافعين الشكر للربّ على نعمه.
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة متمنّيًا أن تكون هذه الكنيسة مكانًا للّقاء بالله وبالآخر ولرفع الصلاة على نيّة منطقتنا وبلدنا وبلدتنا وعلى نيّة أهلنا جميعًا، الأحياء والموتى.
وقال: «إنّني أصلّي لتكون بلدة مجدليّا علامة دائمة على هويّة الجبل كمكان العيش الكريم لكل إنسان، وعيش الأخوّة الصادقة، وكأرض القيم الإنسانيّة والوطنيّة والتعاون من أجل بناء مجتمع متنوّع ينمو فيه كل أحد ويبلغ ما فيه خيره المادي والروحي».
وأضاف: «أصلّي أيضًا على نيّة جميع من عملوا، من كل الجهات، من أجل عودة هذه البلدة العزيزة إلى حقيقتها بعد سنين الحرب السوداء ويعملون على تخطي الماضي وإصلاح أخطائه حتى لا تتكرّر المآسي التي يستنكرها الجميع ويزيد الألم ويكبر الحزن من جديد».
وختم عبد الساتر كلمته، متوجّهًا بالشكر إلى جميع المساهمين في إعمار الكنيسة الجديدة، سواء أكان بصلاتهم أم بجهدهم أم بمالهم.
في ختام القداس، كانت كلمة للخوري جورج قليعاني قال فيها: «يا أبانا، جئتم إلينا اليوم، وهذا هو اليوم الذي صنعه الربّ لبيعته في رويسات مجدليّا، وقد عاينتم الأطفال والشبان، استقبلوكم حاملين سعف النخل، هاتفين لكم بالهوشعنا: “مبارك الآتي باسم الربّ”. سمعتم هتاف النسوة بالزغاريد والأناشيد، فهذا اليوم هو شعانين رويسات مجدليا على الأرض، والأجداد الشهداء والضحايا أمام عرش الحمل يهتفون ذات الهتاف من السماء».
وتناول الخوري قليعاني اختبار الرعيّة وآلامها في فترة الحرب اللبنانيّة، وصولًا إلى اليوم.
ورأى وجوب الحفاظ على التنوّع الإيجابي في المنطقة، قائلًا: «لأنّنا أبناء النور ولسنا أبناء الظلمة، ولأنّنا أبناء القيامة ولسنا أبناء الموت، نتطلّع إلى المستقبل كحجّاج رجاء، مجدّدين علاقاتنا، ومثبّتين شراكتنا، كما مع الله وكذلك مع عموم أبناء بلدة مجدليّا وحيّ الرويسات… هكذا، نشهد معكم وأمامكم للربّ يسوع قولًا وعملًا… يجب المحافظة على هذا التنوّع الإيجابي وتوريثه للأجيال حتى يوم الدين».
عقب القداس، التقى عبد الساتر أبناء البلدة وبناتها.